وصل تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة
ناسا إلى وجهته في الفضاء السحيق، لكن الأمر
سيستغرق بعض الوقت قبل أن يبدأ المرصد، الذي
تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، عمله العلمي.
يوم الاثنين ٢٤٠ يناير»، اتخذ ويب مـداره حول
الأرض والشمس، عند بقعة مستقرة جاذبيا
في الفضاء تبعد حوالي 1.5 مليون كيلومتر من
كوكبنا، انتهت رحلة المرصد التي طال انتظارها
بعد ان استغرقت شهرا، ولكن هناك الكثير من
الوقت قبل أن يبدأ «جيمس ويب» العمل، حيث
يستكشف أقدم المجرات والنجوم في أعماق الكون.
قالت آمبر سـتـراون، نائب رئيس مشروع ويب
للاتصالات العلمية، خلال حـدث تم بثه على
الإنترنت: «نتوقع أن تصل إلينا الصور العلمية
الأولى من التلسكوب الفضائي خلال خمسة أشهر
تقريبا.
أضافت سـتـراون، التي تعمل في مركز جـودارد
لرحلات القضاء التابع لناسا: «استعدوا للصور التي
ستصلنا في وقت لاحق هذا الصيف..
سيعمل فريق جيمس ويب على مهمتين رئيسيتين
خلال الأشهر الخمسة القادمة. الأولى هي ترتيب
۱۸ مقطعا سداسيا بدقة، تشكل أجـزاء المرآة
الأساسية للتلسكوب البالغ قطرها 6.5 متر، وهي
عملية دقيقة ستستغرق حوالي ثلاثة أشهر.
ويجب أن يكون السطح الناتج لتجميع الضوء
مثاليا تقريبا لكي يعمل التلسكوب بشكل صحيح.
وقالت ستراون: لو تخيلنا أن المرأة الأولية النهائية
بمساحة الولايات المتحدة، فإن أكبر نتوء عليها
سيكون بارتفاع بوصة أو اثنتين فقط.
بدأ ترتيب ومـحـاذاة قطاعات المـرأة، بعد أن
أصبحت بصريات ويـب والأدوات المرتبطة بها
باردة بدرجة كافية للسماح بتنفيذ مثل هذا
العمل. وتم إعداد التلسكوب الفضائي لتصوير
الكون بالأشعة تحت الحمراء -الأطوال الموجية
التي نشعر بها كـحـرارة -لذلك كـل شـيء فيه
يعمل في درجات حرارة شديدة البرودة. وبذلك
يكون حساسا لرصد أدنى انبعاثات للأشعة تحت
الحمراء يمكن أن تصل إليه.
لضبط المرآة، سيركز فريق العمل كل جزء من
مقاطعها الأساسية، البالغ عددها ۱۸ مقطعا
على نجم بعيد وساطع. وقد اختاروا نجما شبيها
بالشمس في كوكبة الدب الأكبر.
وبعد إعـداد المـرأة الأساسية، سيقوم الفريق
بمحاذاتها مع المرأة الثانوية البالغ قطرها 74 سم،
وقد سميت بهذا الاسم لأنها السطح الثاني الذي
ستصطدم به الفوتونات الضوئية القادمة من
الأجرام السماوية في طريقها إلى الأدوات العلمية
الأربعة للمرصد. وقـال أعضاء الفريق إن هذا
الإنجاز سيشكل نهاية عمل المرآة الرئيسي.
لكن ستظل هذه الأدوات بحاجة للفحص والمعايرة
وهو أيضا نشاط يستغرق وقتا طويلا. ويتوقع
الفريق أن ينجز كل شيء، ويكون مستعدا لفتح
عيون التلسكوب فائقة الحدة، بحلول أواخر يونيو
أو أوائل يوليو المقبل.
وقالت سـتـراون: «سننظر إلى أجـرام في الكون
تتراوح من أجـرام نظامنا الشمسي، وصولا إلى
المجرات الأولى التي ولدت بعد الانفجار العظيم
وكل شيء في الزمان والمكان..