اعترف أننى كنت قد هجرت قراءة الكتب المترجمة منذ فترة طويلة حتى أعادتنى غير نادم على العودة تلك الترجمة المتميزة لمجموعة رائعة من الإصدارات العالمية منها ما هو روائى ومنها كتب علمية وغيرها.المجموعة أصدرتها عدة دور نشر منها اسكرايب وارتقاء والمصرى وغيرها لكن لفت نظرى أنها كلها لمترجمة واحدة هى سحر على عفيفى والتى نجحت فى أن تسير على خطى رموز الترجمة فى مصر وعلى رأسهم شيخ المترجمين الدكتور محمد عنانى الذى رحل عن دنيانا منذ أيام قليلة، والدكتور خالد توفيق الذى تعد كتبه التى ترجمها نبراساً ليس فقط للقراء ولكن أيضاً لتلاميذه من المترجمين أيضاً..
لم تكن تلك المجموعة الوحيدة التى قامت سحر عفيفى بترجمتها ولكن ظروف عرضها متجمعة فى معرض الكتاب الأخير هو ما لفت الأنظار إليها.على رأس تلك المجموعة لفت نظرى ترجمتها لواحدة من أشهر الروايات العالمية هى «جاتسبى العظيم» للكاتب الأمريكى فرانسيس سكوت فيتزجيرالد (1896-1940) وقد بيع منها على مستوى العالم 25 مليون نسخة وتمت ترجمتها من الانجليزية لاثنين وأربعين لغة وتدور حول جاتسبى الفقير الذى تحولت حياته إلى النقيض وانتقل إلى الإقامة فى القصور الفخمة ومع ذلك عجز عن تحقيق حلمه من الزواج بحبيبة قلبه التى تمثل فى الرواية الحلم الأمريكى وكان يشعر بالوحدة رغم كثرة المحيطين به وعندما مات لم يجد صديق عمره من يمشى فى جنازته سوى ثلاثة اشخاص فقط.
كما لفت نظرى جرأة المترجمة سحر عفيفى فى التعرض لرواية مثل اللؤلؤة التى تتناول الجشع الذى استشرى بين البشر وهو من أروع ما كتب الكاتب العالمى «جون ستاينبك» الفائز بنوبل عام 1962 والتى قالت عنه الأكاديمية السويدية فى حيثيات فوزه أنه: لم يكن يمانع أن يكون مُسبِبًا للقلق والإزعاج دون أن يشعر بالذنب. يذكر ان المؤلف الأمريكى الكبير لم يتم تعليمه وهجر الوظائف وانعزل فى كوخ يمتهن الكتابة وبرع فيها.
كما تضمنت المجموعة ترجمة لرواية مخلب القط تأليف: «ناتالى سومنر» وهى كاتبه جريمه وروائية أمريكية 1881-1935. وهى قصة غامضة سريعة الخطى،عن جريمة قتل تدور أحداثها فى واشنطن بعد الحرب العالمية الأولى، تتضمن القصة الكثير من الشخصيات،لكل منها أسراره الخاصة،والتى يتم كشف النقاب عنها ببطء حتى يكشف المشهد الأخير عن القاتل ورواية الأستاذ للمؤلفة «شارلوت برونتي» وهى روائية وشاعرة إنجليزية (1816-1855) وتتحدث برونتى فى الأستاذ عن قصة الرجل العصامي. وتنبه فى تمهيدها القارئ إلى أنه لن تصيب الشخصيات تغييرات مفاجئة فى الثروة، وأن بطلها لن يحصل إلا على ما يمكن أن يكسبه هو نفسه من عرق جبينه.كذلك قدمت سحر عفيفى نسخة مميزة لرائعة إدجار والاس «الباب ذو الأقفال السبعة» التى تتناول قضية سرقة كتاب،ثم انتهت بسلسلة من جرائم قتل، هدفها الحصول على سبعة مفاتيح لفتح بابٍ ذى سبعة أقفال، فماذا يوجد وراء هذا الباب؟!.
أما عن أحدث ترجمات سحر عفيفى فهو كتاب «اتيكيت الهوانم» والذى أحدث ضجة عالمية منذ صدوره من تأليف فلورنس هارتلي. الكتاب يتضمن بشكل عملى بعيداً عن السخرية التى تصاحب غالباً الحديث عن مثل هذه الموضوعات جميع قواعد السلوك المهذب التى يجب أن تعرفها المرأة لكى تحظى بالاحترام وتجعل حياتها أكثر راحة.
قواعد الإتيكيت كما ذكرها الكتاب بسيطة للغاية، فى الحديث مع الآخرين ، المصافحة ، الزيارة، الملابس، حضور الحفلات وحتى فى استخدام الهاتف وكتابة الرسائل.لكن هل تكفى قراءة هذا الكتاب لكى تتحول كل امرأة إلى هانم؟سؤال صعب ربما تحتاج سحر عفيفى لكى تؤلف لنا كتاباً من بنات أفكارها -وليس مترجماً- لو تتبعت قصص حياة عشر نساء مثلاً ممن قرأن ترجمتها لاتيكيت الهوانم لنعرف إجابة حقيقية وواقعية عن ذلك السؤال الصعب!