الإخبارية مسقط خاص:
تعد سلطنة عمان من البلدان التي تتمتع بتراث ديني وثقافي متميز، حيث يتم الحفاظ على التقاليد والعادات الدينية منذ القدم، وما زالت هذه التقاليد تزدهر في وقتنا الحالي، فالاحتفال بالمناسبات الدينية والفنون المصاحبة لهذه المناسبات ما تزال تستحوذ على عناية الإنسان العماني وتعكس جوانب مهمة من هوية البلاد كمصدر للفخر والاعتزاز.
وتتنوع هذه الفنون والاحتفالات بحسب المناسبات والأعياد، فمنها ما يتعلق بالأشهر الهجرية، مثل شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، وغيرها من المناسبات المميزة، فيتم استخدام ألوان متنوعة من الألحان الدينية والإنشاد، وأحيانا يتم ترديد الأدعية، أو بعض العبارات، في احتفالات رمزية عميقة.
ويعد شهر رمضان المبارك الأكثر حظا في هذه الاحتفالات لكونه شهرا يتميز بروحانيته، وفي الأعياد، يحرص العمانيون على تبادل التهاني والزيارات، ويتم الاحتفال مع العائلات والأحبة بشكل كبير، وزيارة الحدائق وأماكن الترفيه.
وتعد الفنون التقليدية المكونة من المنشدين الدينيين، وأحيانا بعض الآلات الموسيقية التقليدية كالطبول بأنواعها، جزءًا لا يتجزأ من التقاليد، حيث يستخدم المنشدون أصواتهم لتذوق جمال المناسبات الدينية وتعبيرا عن فرحهم بحلولها، كرمز للهوية الإسلامية في سلطنة عمان، ولتعكس الثقافة العمانية الأصيلة.
ومن أبرز الفنون العمانية المصاحبة للمناسبات الدينية الاحتفال بالمولد النبوي، ويتم تنظيم مجموعة من الأنشطة والاحتفالات بمناسبة إكمال الطفل حولا هجريا كاملا بما يعرف بـ «الحول حول»، أو حفظ الأطفال للقرآن الكريم وختمه، كما يتم الاحتفال ببعض المناسبات الدينية في المساجد والمنازل بالأناشيد الدينية.
فن المالد
هو فن قديم يعد جزءا من التراث الثقافي للمحافظات الساحلية وفي محافظة الباطنة بشكل خاص من سلطنة عمان، وهو فن يستخدم فيه الإنشاد بألحان تراثية مع رقص تعبيري، ليعبر فيه عن المشاعر والعواطف الإيجابية مثل الحب والسلام والسعادة، ويقوم على ذكر الله سبحانه وتعالى والمدائح النبوية في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. وفن المالد جزء مهم من التراث الثقافي والفني لسلطنة عمان، ويمثل مدى احتفاظ العمانيين بثقافتهم على مر الزمان.
فن الحضرة
وهو فن ديني تقتصر إقامته على مساجد «صلالة»، ومساجد «مرباط»، ويعد جزءًا من التراث الثقافي المحلي، ويشارك في هذا الفن المنشدون بالأدعية الدينية. ويعد فن الحضرة وسيلة للتعبير عن الإيمان بالله والتقرب إليه وتعزيز الروحانية، ويقام كموروث ثقافي لسلطنة عمان يستمر الناس في الحفاظ على قيمته وتقاليده المتميزة.
التيمينة
وهي فن يقام في مناسبة إتمام الطفل حفظ القرآن الكريم كاملا، وهو حفل تتمثل فكرته بختم القرآن بدعاء يؤمن خلف الشيخ الأطفال، ثم يقدم أهل الطفل وليمة للضيوف والأقارب والجيران في بيتهم ابتهاجا بإنجاز طفلهم، كالأرز مع اللحم والحلويات والفاكهة.وأحيانا يتم تقديم الهدايا للطفل، لتكريمه وتشجيع الأطفال على حفظ القرآن الكريم.
التهلولة
مناسبة دينية تقام في الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة للتعبير عن فرحة المسلمين بقدوم عيد الأضحى المبارك. وتبدأ التهلولة في الليل، حيث يتجمع الناس في أزقّة «الحواري»، مرتدين الزي التقليدي ويرددون الأناشيد ويصفقون، ويتم أداء الأناشيد والتهليل مع الأطفال.
وفي اليوم الأول من العيد، يحمل الرجال عصيا ويتجمعون في ساحة المدينة حيث يتبادلون التهاني والتبريكات، ويقومون بأداء رقصات التهليل التي تتضمن تدوير العصي، ويرددون التكبيرات والأدعية.وضمن الاحتفالات، يتم تجهيز المأكولات الخاصة بعيد الأضحى مثل اللحوم والحلويات، وتتم مشاركتها بين الأسر والجيران، وذلك بعد الانتهاء من أداء التهلولة في الأيام التسعة السابقة ليوم العيد.تعد التهلولة من الفنون الدينية والاجتماعية المتوارثة في سلطنة عمان، ويتم الاحتفال بها بشكل جماعي بمشاركة الصغار والكبار.
القرنقشوه
هي فعالية شعبية تقليدية تقام في ليلة النصف من شهر رمضان في سلطنة عمان، ويشارك فيه العديد من الأطفال من جميع الأعمار ويتجمعون في الساحات بين المنازل.وتبدأ فعالية «القرنقشوه» بعد غروب الشمس، حيث يتجمع الأطفال معًا للتجول في الأحياء وزيارة الجيران والأصدقاء. وفي هذا اليوم، يرتدي الأطفال أزياءهم التقليدية ويتسابقون مع بعضهم البعض بين الشوارع والأحياء، ويقومون بطرق أبواب المنازل ويهتفون بأغنية «القرنقشوه» وبعدما يتم فتح الباب، يقدم الآباء والأمهات الحلوى والحلويات للأطفال لمشاركتهم الفرحة والسعادة، كهدية تعبر عن الأمنيات الطيبة والتقدير والاحترام.
وتهدف «القرنقشوه» لتوحيد العلاقات المجتمعية وإعطاء فرصة للأطفال للاحتفال بيومهم الخاص وتجمعهم معا في شهر رمضان المبارك. كما أنها فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأسر والجيران والأصدقاء، وإظهار التضامن والمحبة في المجتمع. وفي وقتنا الحالي يتم الاحتفال بـ«القرنقشوه» في بعض المراكز التجارية والأماكن التي تقوم بتنظيم فعاليات خاصة للأطفال.
الشعبانية
هي فعالية شعبية تجري في بعض مناطق سُلْطَنَة عُمان في شهر شعبان والتي تشبه «القرنقشوه» وتمثل جزءًا أساسيًا من التقاليد والعادات التراثية. وفي هذا اليوم، يتجمع الأطفال في المنازل، مرتدين أزياءهم التقليدية، محتفلين بهذا اليوم، وكما في «القرنقشوه»، يتم توزيع الحلويات والهدايا على الأطفال وذلك للاحتفال بالمناسبة والتباهي بالأزياء التقليدية المميزة احتفالا بالشهر الكريم، كما يقوم الأهالي بتحضير الأطباق التقليدية وتقديمها للضيوف والجيران.
فن المولد
هو فن احتفالي يرتبط بالاحتفال بذكرى مولد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. ويشهد هذا الفن احتفالات بالأناشيد والشعر الديني والطقوس الدينية. ويحتفل به في جميع أنحاء سلطنة عمان في يوم المولد النبوي.
وتتضمن الأناشيد والشعر الديني في فن المولد بسلطنة عمان، وتتميز الأناشيد والشعر الديني بأسلوبها الرفيع والبسيط في الوقت نفسها، الذي يمكن فهمه بسهولة. ويعد فن المولد جزءا من التراث الثقافي والديني المميز في سلطنة عمان، حيث تتميز سلطنة عمان بتراث ثقافي غني ومتنوع.
أحمد الكبير
هو فن موروث في محافظة ظفار، يميل إلى الصوفية، يشتهر بإقامة موكب في اليوم الثاني من عيد الأضحى كجزء من الاحتفالات بالعيد. يتم توجيه الموكب وسط المدينة ليشارك به العديد من المؤدين لهذا الفن بأزيائهم التقليدية.