عمر لطفي بك المحامي ، صاحب فكرة تأسيس النادي الأهلي، ولد عام 1867 بمدينة الإسكندرية.
ترجع أصوله إلي أسرة مغربية وفدت إلي مصر في عهد محمد علي باشا وكان رئيسها من كبار الرجال في المغرب وكان يمثل دولة المغرب لدي الحكومة المصرية.
تلقي العلم في مدرسة الجمعية الخيرية والتي أسسها الشيخ عبد الله النديم وحفظ بها القرآن الكريم، ثم انتقل إلي القاهرة وعاش في بولاق وأتم دروسة بمدرسة الفرير.
التحق عمر لطفي بك بمدرسة الحقوق وتخرج منها سنة 1886 وتدرج في المناصب ونبغ واشتهر في فترة وجيزة. عمل أولا في قلم قضايا الحكومة، ثم في مكتب محاماة سعد زغلول ثم قاضيا بمحكمة قنا، إلا أنه فضل الاستمرار في مجال التعليم وبعد فترة وأصبح وكيلاً لمدرسة الحقوق وعمره 38 عاما، ثم بعد ذلك ترك مدرسة الحقوق وعاد للعمل في مجال القضاء وافتتح مكتباً للمحاماة وظل يعمل محاميا الي أن تُوفي.
نجح في مساعدة المصريين بإنشائه النقابات الزراعية بعد دراسته في إيطاليا عام 1908، ومن ثم إنشاء شركة التعاون المنزلي وأنشأت بالفعل هذه الجمعيات بالقاهرة ثم باقي المدن الكبري في مصر مثل الإسكندرية والمنصورة والمنيا والمنوفية وحلوان، وكان يطوف بجميع أنحاء مصر لينشر دعوته بتأسيس النقابات، والتي كان عملها هو الإقراض والتسويق التعاوني للحاصلات المصرية.
ويعد عمر لطفي بك أحد رواد الحركة التعاونية علي المستوي العالمي، وأطلق عليه الفلاحين والمصريين أجمع بأبو التعاون في مصر.
في أكتوبر من عام 1905 فكر الراحل مصطفى كامل باشا وأصدقائه، في إنشاء نادي المدارس العليا وبدأوا في جمع رأس المال اللازم لبناء النادي، إلى أن نجحوا في جمع الأموال.
وفي يوم الجمعة الموافق 8 ديسمبر من عام 1905، اجتمعت أول جمعية تأسيسية لنادي طلبة المدارس العليا، بأحد قاعات مدرسة الطب، وقاموا بإنتخاب عمر لطفي بك رئيساً لمجلس إدارة النادي.
نادي طلبة المدارس العُليا لم يكن مجرد نادٍ ولكن كان كيان يحتوي الحركة الوطنية وكان العقل الوطني الذي تجمع حوله الأبطال المصريين، ومنه كانت تخرج المظاهرات ضد الإنجليز عند أي حادث وطني، ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء النادي الأهلي للرياضة البدنية.
تأسيس النادي الأهلي للرياضة البدنية
بعد عامين من تأسيس نادي المدارس العليا، ولدت الفكرة في ذهن عمر لطفي بك، لتأسيس نادي رياضي يجمع طلبة نادي المدارس العليا المهتمين بالسياسة وغيرهم من طلبة المدارس العليا رياضياً، لإعدادهم لتقلد مكانهم في طليعة شباب الوطن الباحثين عن حرية مصر من الإستعمار.
وجاءت الفكرة ليضم هذا النادي كل الطلاب بعد تخرجهم لتمضية أوقات الفراغ وحتي لا يرحل كل منهم إلي قريته بعد إنتهاء دراسته ولسهولة التواصل بهم عند حاجة الوطن لهم لمواجهة الإنجليز.
اجتمع عمر لطفي بك برجال مثل صديق عمره الزعيم مصطفي كامل، وعميد كلية دار العلوم، ومجموعة من وزراء مصر، ومحافظيها، وعدد من شيوخ الأزهر وأخذ برأيهم في إنشاء النادي الأهلي وأجمع هؤلاء على الفكرة.
وبالفعل تم إنشاء النادي الأهلي للرياضة البدنية، يوم 24 أبريل من عام 1907 وكان أول إجتماع لمجلس إدارة النادي في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً.
ومع أول إجتماع لمجلس إدارة النادي الأهلي، أعطي عمر لطفي بك المثال الأول في تاريخ النادي لإنكار الذات عندما اختار ميتشل أنس لرئاسة النادي على الرغم من أنه صاحب فكرة التأسيس وذلك تفضيلا لمصلحة النادي.
وتوفي عمر لطفي بك في القاهرة في 14 نوفمبر 1911 عن عمر يناهز 44 عاما، رحل وترك للمصريين النادي الأهلي والذي أصبح الآن أكبر أندية مصر وقارة أفريقيا وثاني أكثر نادٍ حصولاً على البطولات القارية في العالم خلف نادي ريال مدريد الإسباني.