في العقود السابقة كانت الشرطة لها وجه واحد وهو حفظ الأمن والأمان الداخلي ومحاولة منع وقوع الجريمة قبل حدوثها قدر الإمكان وتعقب المجرمين والبلطجية واللصوص والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة حتى يتخلص المجتمع من إجرامهم وإرهابهم وقيامهم بالمهمة الخطيرة وهي مكافحة الإرهاب الأسود في الفترات السابقة وحتى الآن من قبل الجماعات المتطرفة وأصحاب الأفكار الهدامة وأهل الشر.
وقد نجحت الشرطة والحمد لله في ذلك وأبلت بلاء عظيمًا أعادت فيه الاستقرار والأمان لجموع الشعب المصري بعد أن فقدت الكثير من الشهداء من الضباط وصف ضابط وجندي، وذلك فداء للوطن وترابه، ولم تنساهم مصر والقيادة السياسية ووزارة الداخلية؛ حيث تم تكريمهم ومد يد العون لأسرهم وأولادهم ورعاية مصابيهم.
والآن في عهد الوزير اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، أصبح لجهاز الشرطة وجه آخر أيضًا، وهو وجه إنساني واجتماعي ودور عظيم لا يقل نجاحًا عن الدور الأمني؛ حيث قامت بتوفير كافة السلع الغذائية بأسعار مناسبة وأقل من مثيلاتها بالأسواق في منافذ أمان، ومن خلال مبادرات “كلنا واحد” على مستوى الجمهورية إيمانًا منها بدورها الاجتماعي ومشاركتها في تخفيف الظروف الاقتصادية على المواطن المصري.
كما اهتمت بمجال حقوق الإنسان؛ حيث تعقد الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية للضباط في هذا المجال، وإنشاء وحدات في كل الأقسام لحقوق الإنسان كما طورت كافة السجون، وافتتحت مجمعًا للسجون به كافة الرعاية الاجتماعية والصحية للنزلاء، بالإضافة إلى وحدات قضائية مع تغيير مسمى قطاع السجون إلى قطاع الحماية المجتمعية، وتحول مسمى السجين إلى نزيل مع تقديم رعاية طبية وصحية وإنسانية وثقافية وإصلاحية له.
كما اهتمت بدور المرأة؛ حيث أصبح هناك الشرطة النسائية وليس دورها بعيدًا عن أعمال الضابط النظام؛ حيث تم لأول مرة هذا العام تخريج دفعة نسائية من كلية الشرطة من خريجي كليات الحقوق برتبة ملازم بالإضافة إلى ماجستير في القانون تم تدريبهن على أعلى مستوى لمدة عامين على كافة أعمال القتال ومكافحة الجريمة والإرهاب، وهذا ما شاهدناه في حفل التخرج الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي، وظهرت كافة الفتيات بالقوة والعزيمة واستخدام الأسلحة في مواجهة الجريمة.
والآن حاليًا نجد ضباطًا وضابطات الداخلية الشباب يقومون بتوزيع البطاطين وكراتين الأغذية على أهلنا غير القادرين في المنازل والحقول وفي مقار أعمالهم البسيطة في كافة محافظات الجمهورية، فكل التقدير والاحترام لكل ضباط وضابطات الداخلية على هذا الدور الإنساني، ورحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم جناته، وشفى مصابيهم شفاء لا يغادر سقمًا، وحفظ أسرهم وأولادهم من كل سوء.