مقولة تجسدت أثناء إستقلال الجزائر مباشرة من طرف ويردف العتبي «المستخرجة العتبية على الموطأ» في فقه مالك أول من أطلق اسم المحمدية على المنطقة التي يوجد فيها جامع الجزائر المدشن يوم الأحد 25.02.2024 من طرف رئيس الجمهورية و يعتبر الحدث عيد من أعياد إعادة إنصاف الأحداث و إرجاعها إلى طبيعتها في هذه الأرض التي قال عنها أنها لا تنبت الإلاهية بل تجسد الوسطية السنية المالكية و لا يكمن أن تعبد آلهة أخرى.
فهذا التدشين يعد من محطات إعادة الذاكرة الجزائرية منذ التحالف العثماني و ما قبله. لأن يوم وطأت قدم الإستعمار هذه الارض أصبحت هذه المنطقة تحمل إسم “لافيجري” نسبة للكردنال شارل لافيجري المتوفي في الجزائر في 1892 جاء لمهمة النظام الديني المسيحي المتمثل في المبشرين في إفريقيا و لترسيخ المنظمات التي تم تأسيسها على يده بمبشرات إفريقيا، و راهبات سيدة أفريقيا.
فالمحمدية هي بلدية في العاصمة لها تاريخ كمنطقة أستعملت في العهد العثماني لقهر الغزاة على العاصمة الجزائر كونها بوابة البحر، فجاء الرد الإستعماري بوضع معلم مسيحي باعتباره المكان الذي بدأت منه أولى عمليات التبشير التي تشرف على إفريقيا. و لهذا الغرض سميت المحمدية نسبة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام ويرمز أيضا إلى فشل مشروع التنصير، وثبات الجزائريين على دينهم رغم الجهود المبذولة، والأموال الطائلة، والأساليب الدعائية المستعملة لتحقيق ذلك الهدف. فبناء جامع الجزائر ليس بصدفة، فله دلالته التاريخية و مكانته كثالث أكبر مسجد في العالم بأطول منارة حوالي 265م.