يأمل الباحثون في استعادة ما تبقى من السفن الغارقة والتي كانت تحمل العبيد، وذلك بعد أكثر من 200 عام تحت الماء.
وقد اكتشف علماء الآثار في جزر البهاما حطام 14 سفينة شراعية متورطة في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بين أفريقيا والأمريكتين.
يشمل ذلك حطام السفينة بيتر مويل، وهي مركب شراعي أمريكي غرق قرب جزيرة جريت أباكو عام 1860 وعلى متنه 400 من العبيد الأفارقة؛ بالإضافة إلى سفن صغيرة كانت تحمل العبيد للعمل بمزارع السكر والبن والقطن والتبغ في أمريكا الشمالية وحول منطقة البحر الكاريبي.
تم التعرف على معظم مواقع الحطام فقط من سجلات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لكنها لا تزال غير مستكشفة، ومع ذلك تم العثور على بعضها.
كارل ألين، الرئيس التنفيذي ومؤسس مجموعة التنقيب الأثرية تحت الماء Allen Exploration، صرح لموقعLive Science، إن الفريق حدد موقع ثلاثة من حطام السفن فعليًا، “هذا الحطام ليس ذات أهمية تاريخية فقط لمعرفة كيف كانت الحياة على سفن العبيد، ولكنه يمثل شاهد عيان مادي على هذه التجارة المروعة”.
مشروع السفن المفقودة في جزر البهاما يتبع شركةAllen Exploration، وحتى الآن، حدد الباحثون 596 حطامًا في المياه، وأقدمها يعود إلى عام 1657.
ويقول مايكل بيتمان، مدير متحف جزر البهاما البحري، إن تاريخ هذه الجزر تأثر بالعديد من أحداث العبودية. ويشمل ذلك وصول سفن العبيد الأولى من أفريقيا عام 1721، والتي أسهمت في تشكيل عدد سكان الجزر؛ فأكثر من 90% ممن يعيشون هناك اليوم هم من أصل أفريقي.
كان يتم شراء العبيد أو اصطيادهم من مناطق غرب أفريقيا وكانوا يلقون معاملة لا تليق حتى بالحيوانات. وكثيرًا ما كانت الأمراض والأوبئة تنتشر بينهم على متن السفن التي تقلهم ومنها الطاعون، وذلك بسبب وجود الفئران على هذه السفن، وكان يتم التخلص من المصابين بإلقائهم في المحيط خوفًا من أن ينقلوا العدوى للباقين، وبالتالي يتعرض تجار العبيد للخسارة!!
وكانت جزر البهاما أيضًا مسرحًا لثورة عام 1841 على متن سفينة العبيد كريول، التي كانت تنقلهم من فيرجينيا، إلى نيو أورليانز. لكن عددًا من بين 135 مستعبدًا على متن السفينة استولوا عليها وأجبروها على الإبحار لجزر البهاما، حيث طالبوا بحريتهم، وهو ما يعد معلمًا رئيسيًا في تاريخ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
وكانت مزارع السكر في كوبا وجهة رهيبة للرقيق الأفارقة، حيث كانوا يعيشون في أكواخ بائسة “غير صالحة لسكنى الحيولنات البرية”. كانوا يرتدون أطواق العبيد الحديدية ويعملون سبعة أيام في الأسبوع، مع راحة أربع ساعات فقط في اليوم خلال موسم قطع القصب. وكان حوالي 10% من الأفارقة المستعبدين يموتون في مزارع كوبا سنويًا، ويُجلد بعضهم حتى الموت.