إن للمسجد أعظم الأثر فى قلوب المؤمنين وعقولهم فى مكافحة وباء المنكرات والمخدرات بشتى صورها وأشكالها ومسمياتها وله دوره الكبير فى هذا المجال . ولكن الجديد الذى يجب أن يضيفه إلى هذا الدور هو : تأصيل الإقناع الدينى فى حرمة تعاطى المخدرات وأن هذا الدور الكبير للمسجد هو امتداد للدور الذى بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم فى مسجده والذى من خلاله تم بناء المسلم القوى الذى لا تستطيع أية قوة فى الأرض أن تصل به إلى هذه الدرجة الايمانية الكبرى . توريث هذه المفاهيم العظيمة للأجيال بعد غرسها فى الشباب دون تكليف المجتمع المسلم أى جهد وهذا العمل لا تستطيع المؤسسات الدينية التعليمية والعلمية القيام به وحدها . إن تكرار ارتياد المسجد أكثر من مرة فى اليوم الواحد والاستفادة من توجيهات الإسلام فيه من خلال الندوات والمحاضرات الدينية التى تركز على هذه المشكلات فإن هذا الانتظام المتواصل يؤدى إلى تعويد المسلم السلوك الإسلامى الصحيح الذى دعا إليه المشرع الحكيم .. وفق فرائض الإسلام واتباع أوامره واجتناب نواهيه . ومن خلال منظور دينى لهذه الظاهرة التى بدت تتفشى بين الذين يعقد عليهم المجتمع الآمال فى الإنتاج والتنمية بشكلها العام إن الدين واضح فى تحريمه لكل مسكر وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر ، والأنواع الجديدة من هيروين وكوكايين تدخل فى دائرة من الحشيش والأفيون وغيرهما . ومشكلة الإدمان وتعاطى المخدرات بأشكالها وأنواعها المتجددة والفتاكة يصعب على علماء الدين وأجهزة الإعلام ودور التربية والتعليم وغيرها أن تحمى الشباب منها فى غيبة البيت !! فى حالى عدم قيام الأبوين بدورهما الأساسى فى حفظ ووقاية أبنائهما من شرور هذه الآفات . إن الأبوين يجب أن يؤديا الدور المطلوب منهما فهما مسئولان أمام الله عن تأدية هذا الدور . يقول صلوات الله وسلامه عليه . ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) . الأب راع ومسئول عن رعيته والأم راعية ومسئولة عن رعيتها ، ولا تتصور فى هذه الأيام التى تحيط بنا الأخطار خلالها مسئولية أهم وأسبق من مسئولية الأبوين لحماية أبنائهما !! وهذا يستلزم أن يكون الأبوان قدوة حسنة وأسوة طيبة لأبنائهما وهذا جانب من جوانب علاج المشكلة بالنسبة للأسرة .. أما الجانب الآخر فيكون على الأبناء لكى يتم التفاعل بين أطراف الأسرة وذلك بالانصياع للأوامر والانقياد للتوجيه والاستماع للنصائح والإرشادات وأن يحذر الأبناء أولئك الذين يخدعونهم ويغرون بهم فيدسون لهم السم فى العسل !! وخير وسيلة يلجأ إليها شبابنا وأبنائنا ويلوذون بحماها من الأخطار المحدقة بهم المساجد ففيها الدواء الشافى والعلاج الناجح لقوله تعالى ( وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) . والحق أن المشاكل والأخطار تحيط بنا من كل جانب ولابد من الحذر واليقظة .