نبذة عن حياة صحابة رسول الله
الحلقة الحادية والعشرين
عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب
الجزء الاخير …..
رغم صغر سنه كان أشهر مُفسري القرآن من الصحابة ، حتى لُقِب بـ ترجمان القرآن ، وقال عنه عبد الله بن مسعود: “ نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس”، وقد اشتهر بالتفسير الكثير من صحابة رسول الله ،
وقد ذكرهم السيوطي، فقال: “اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير
وقد اتقن تفسير القرآن كله، و كان مجاهد بن جبر يسأله عن تفسير القرآن ومعه الواحة، ويكتب ما يقوله حتى يسأله عن التفسير كله، فيقول مجاهد: “عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأساله عنها”.وقد كان ابن عباس يقول: “كُلُّ الْقُرْآنِ أَعْلَمُهُ إِلَّا ثَلَاثًا، “الرَّقِيمَ” وَ”غِسْلِينَ” وَ”حَنَانًا”.
وهو اشهر من روي الحديث……
وعدد ما روي من احاديث حسب إحصاء الذهبي: “1660 حَدِيثًا، ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفق عليها ، وتفرد البخاري له بِـ 120 حَدِيثًا، وتفرَّد مسلم بن الحجاج بـ 9 أَحَادِيثَ”، لكن يبدو أن إحصاء الذهبي به تصحيف في عدد الأحاديث التي تفرد بها البخاري ومسلم، حيث الصحيح أن ما تفرد به البخاري 110، وما تفرد به مسلم 49، فقد أحصاها يحيى بن أبي بكر العامري في كتابه “الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة” فقال: “روى عبد الله بن عباس عن رسول الله وأكثر، فأخرج له الشيخان مئتان وأربعة وثلاثون حديثًا، اتفقا على خمسة وسبعين، وانفرد البخاري بمائة وعشرة، ومسلم بتسعة أربعين.”
بينما أحصاها محمد بن الشيخ علي الولوي صاحب “إسعاف ذوي الوطر بشرح نظم الدرر في علم الأثر” بـ “1696 حَدِيثًا”، وله في مسند أحمد 1625 حَدِيثًا من الحديث رقم 1741، وحتى الحديث رقم 3366.
صاحب ابن عباس سيدنا محمد مايقرب من ثلاثون شهرًا ، ثم طلب الحديث بعد وفاة النبي، و رافق كبار الصحابة وأمهات المؤمنين ويسألهم عن الحديث، أما عدد ما يرويه ابن عباس عن النبي مباشرةً فهو قليل، بل أغلب حديثه عن أحد الصحابة عن النبي، فروى غندر أن ابن عباس روى عن النبي مباشرةً 9 أحاديث فقط، وقال يحيى القطان 10 أحاديث، وله في الصحيحين ما صرح بأنه عن النبي مباشرةً أكثر من عشرة أحاديث. وكان ابن عباس يكره الإكثار من الحديث عن النبي محمد، وكان لا يقبل حديثًا إلا أن يتثبت، وكان يقول: “إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ.”، وعلى الرغم من ذلك فإن ابن عباس يعتبر من الصحابة المكثرين من رواية الحديث.
ومن الرواة عن عبدالله ابن عباس ابنه علي بن عبد الله بن عباس،
وابن ابنه محمد بن علي بن عبد الله، واخوه كثير بن العباس، وابن أخيه عبد الله بن عبيد الله بن العباس، ابن أخيه عبد الله بن معبد بن العباس، عبد الله بن عمر بن الخطاب، ثعلبة بن الحكم الليثي، المسور بن مخرمة، أبو الطفيل عامر بن واثلة، أبو أمامة بن سهل بن حنيف علقمة بن وقاص، علي بن الحسين بن علي، سعيد بن جبير، محمد بن سيرين…
وفاته ……
توفي رضي الله عنه بالطائف في سنة 68 هـ، عن عمر إحدى وسبعين سنة وصلى عليه محمد بن الحنفية، ورُوِيَّ أنه لمَّا وضعوه ليدخلوه في قبره جاء طائر أبيض لم يُرَ مثل خلقته، فدخل في أكفانه، والتف بها حتى دفن معه. قال عفان بن مسلم الصفار: وكانوا يرون علمه وعمله، فلما وضع في اللحد تلا تالٍ لا يعرف من هو، وفي رواية: أنهم سمعوا من قبره: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾. ذكر ذلك أحمد بن حنبل، والواقدي، وابن عساكر، وابن حجر العسقلاني.
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وأل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد اجمعين.