أما بعد..
وستنكسر تلك الثقة يوما..
حينها..
ستعود مثقلا، مزلزلا، مهزوما، ومخذولا..
ستعرف معنى الخوف ياصديقي..
يفزعك ظلك المصلوب خلفك على الجدران..
وتنطوي على نفسك..
تجتر خلفك أثواب الحزن الطويلة..
وتنكفئ..
لاتعرف من تلوم..
قدمك التي لم تعتد غدر الحصى..
أم،،،،
قساوة الطرقات، التي لم ترحم وجعك الممدود..
تتساءل باستغراب..
كيف ينكرك التراب..
كيف يستبيحك رجما..
حينها، ستعرف كيف تتخلى..
…عن أحلامك..
وضحكاتك..
وملامحك..
وعمرك..
و..
أنت..
لتغدو غريبا..
لايعرف من أي زمن جاء..
ولا لأي موت يمضي..
يتمنى، للمرة الأولى..
أن يأخذه-كما أخذ غيره-الغياب..
يتمنى، لو يتناوله العدم..
فيصير الرجاء هذه المرة، ذا معنى..
أو يمسي المجهول..
أقل وجعا..
من حاضر بكل هذه البشاعة..
بكل هذه القسوة..
وبكل هذا الجحود..
انتهى..