د. هبة عوف: علينا اغتنام العشر الأول كونها أفضل أيام العام على الإطلاق
د. رابعة عيد: الأضحية غفران للذنوب وإحياء لسنة أبينا إبراهيم وعلى المستطيع الإسراع لها لفضائلها العظيمة
د.حياة العيسوي: من فضائل هذه الأيام أن فيها تجتمع رؤوس العبادات ويصل صاحبها لأعلى الدرجات
كتب د. عبد العزيز السيد
عقد الجامع الأزهر اليوم اللقاء الأسبوعي من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة، وحاضر فيه، الدكتورة هبة عوف عبدالرحمن، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، والدكتورة رابعة عيد عبد الفتاح، مدرسة الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
وقالت الدكتورة هبة عوف: إن من فوائد مواسم الطاعة سد الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات، وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه نفحةٌ من نفحاته، يصيب بها مَنْ يشاء بفضله وكرمه، فالسعيد من اغتنم هذه المواسم وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات، فعسى أن يُصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار.
وأضافت الأستاذة بجامعة الأزهر، أن من مواسم الطاعة العظيمة العشر الأوائل من ذي الحجة التي فضلها الله تعالى على سائر أيام العام، وذلك بنصوص القرآن والسنة، قال تعالى: ” وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ” ، وقال رسول الله ﷺ، “ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”، فقد جاءت فضيلة هذه العشر من أمور عدة، منها أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها، وأن النبي ﷺ حث على العمل الصالح فيها ومنها يوم عرفة.
من جانبها ذكرت د. رابعة عيد، أن هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحدثت عن فضل العشر الأوائل، قال تعالى:﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾، ووصف النبي ـﷺ هذه العشر بأنها أفضل أيام الدنيا، وهي أحب الأيام إلى الله ـ تعالى ـ والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، فتتجمع فيها الفضائل والعبادات، من التسبيح والتهليل وذكر الله والصلاة والصدقة والصيام وتلاوة القرآن .
وتابعت : ويأتي فضل هذه الأيام، بأن فيها يوم عرفة، وفيها يوم النحر، وقد ورد في فضل الأضحية وثوابها أحاديث كثيرة منها ما أخرجه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: “ما عمِل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا”، كما أن للأضحية فوائد كثيرة منها غفران للذنوب، وإحياء سنة أبينا إبراهيم -عليه السلام.
من جهتها ، بينت د. حياة العيسوي، أن عشر ذي الحجة من أحب الأيام إلى الله عز وجل ؛ وذلك لاجتماع رؤوس العبادات، في هذه العشر ؛ ففيها تجتمع الصدقة والصلاة والحج والصوم، وهذه الأربعة يستطيع أن يعملها الإنسان خلال هذه العشر؛ بخلاف غيرها من الأيام والشهور؛ فمثلا في رمضان فإنه يستطيع المسلم أن يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم، لكنه لا يستطيع أن يؤدي الحج في رمضان.
وأضافت: من الأيام العشر يوم عرفة ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم به علينا النعمة، فقال الله عز وجل: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، وفي يوم عرفه يقول الله ﷻ يا ملائكتي انظروا إلى عبادي جاءوني يطلبون رحمتي ومغفرتي أشهدكم أني قد غفرت لهم، وما مر على الشيطـان يوم أشد عليه من يوم عرفه فيقول هذا الرجيم أغويهم طول العام ويغفر الله لهم في يوم واحد.