أما بعد..
وسيمر ذلك العمر، الذي حملته خطايا من خذلوك..
وستدرك أن خساراتك، كانت أفدح من أن تعوضها الكلمات..
أقبح من أن تجملها المواساة..
أفظع من أن تجبر كسورا تركتها، محض كلمات في رسالة رثاء..
كُتبتْ للخلاص من عبء الشعور بالذنب..
هذا، إن كانوا يشعرون..
وسيمر العمر ياصديقي،،،
وستدرك أنك كنت تحرق نفسك وتذوب كشمعة..
لتوقد لأولئك العميان ظلمة دروب عافتها أقدامهم قبل أن تكتحل بترابها الخطى..
فقد غيروا الوجهة قبل أن يبدأ المشوار..
وألقوا عليك تحية الوداع، وكأنها رصاصة عبرت روحك..
ثقب، في الجهة الأخرى من الناي..
ليضمنوا أن اللحن سيظل محزونا مهما مرت به الأغنيات..
أو تسكعت على ضفاف دمعه الحدائق..
أي حياة تلك التي ترومها؟!..
وأنت القادم من أمس البكاء في حراسة موت مهذب..
خطأ فظيع أن تقول(نجاة)..
كيف ستعرف نفسك حينها..
كيف تقنع وجهك أن يعود إليك..
وفي ملامحك، ترك الأسى خرائط ضياع..
تذهب بك إلى جهالة الجواب؛ كلما نما في أعماقك (من أنا)..
أتعرف معنى أن تنكر نفسك كلما نظرت في المرآة..
كيف ستعرف نفسك حينها..
وهم تركوا لك ذلك الفراغ المزدحم..
بالحنين، بالاشتياق..
وبالألم..
أتعرف كيف يأكلك الحزن، ويتركك مهزوما..
تركن إلى الجانب المظلم من الدنيا..
ولو مدت إليك بعد صفعة الخيبة ألف يد..
ستظل خائفا..
هلعا..
يعبرك القلق بلا تأشيرة..
يستبيح شساعة ما بين ضلوعك..
فيُنبت ألف شظية، إثر كل خطوة..
تعيش وجع لملمة نفسك، ثم تتبعثر مرة أخرى..
لاتعرف متى سينتهي ذلك الضنى..
لاتعرف كيف تجِدُك..
بعدما أودعوا السر في ذلك السرداب وغابوا؟!..
هو ديدن العابرين منذ فجر الوجع..
أن يمضوا إلى غير وجهة..
ذات هرب..
أو ذات خيانة..
كلاهما سواء..
فما الغريب إذن..
وسيمر ذلك العمر يا صديقي..
وتكتشف،،،
أن كل الذي خلَّفوه وراءهم..
التذمر، والتأفف، والأسف..
ياااا للأسف..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..