ثم أي..
وأنا الذي أتيتك، لا أحمل إلا يقينا واحدا..
فمن أين أمطرتني بكل هذا السيل من الشك؟!..
حين ولجت إلى دهاليز الحكاية..
كنت أحمل في قلبي نهاية واحدة..
لا احتمال لغيرها..
فمن أين جلبتَ لي كل هذه النهايات المميتة؟!..
وأنا لا أدري..
أي درب يتوجب عليَّ أن أسلك الآن لأنجو منك؟!..
حيث لا البداية عادت بلا موت..
ولا نهاية غير الحزن بلغتُ..
جئتك،،،
أحمل أميَّتِي على كفي، لا أجيد الاختيار..
فتركت لك قياد قلبي، وسرتُ خلفك..
لتختار لي..
فلماذا وضعتني على قوائم الغرباء؟!..
اخترتكَ وطنا، ونفيتُ الجميع..
فلماذا اخترتَ الجميع ونفيتَني؟!..
اخترتُك أهلا، فلماذا اخترتَ لي الهلاكَ ومضيتَ؟!..
اختزلتُ فيكَ عالمي، حين هجرتُ الجميع وفررتُ إليكَ..
هاربا بروحي من منابع النسيان، ومواطن الألم..
فاختزلتني من عالمِكَ، واستبدلتَ بي الغياب..
أنا يا سيدي امرؤ أحمق..
أنشئ بالليل ألف أمنية، ولا شيء منها يتحقق..
أجعل من قلبي درعا أخوض به معاركَ الأحلام..
وأنا على يقين أني سأعود مهزوما، ككل مرة..
فأصاب أول ما أصاب في عمقي..
أتعرف كيف؟!..
كنت أظن أن السهم يعرف الطريق جيدا..
إلا أنني اكتشفتُ..
أنَّ قلبي الذي يدل على الطريق، ويقود إليه..
لم أتعلم أن أواجه الدنيا بشيء من الصلابة والقسوة..
لأني أرتدي دوما ثوب هشاشتي..
أعلمُ..
أني أحمل من الرعونة والطيش ما يكفي ليثير سخرية ذلك العالم..
ولكنني لم أهتم، فقد اخترتك عقلا يفكر لي، وتركت عقلي على قارعة اللهفة..
من باب( من دخل أرض قلبك فهو آمن)..
فلماذا سلبتني عقلي، وسددت إلى قلبي كل هذه الطعنات..
وتركتني محض جثمان يسير بلا هدى؟!..
لماذا جلبت لي كل هذا الخوف..
لماذا جلبت لي كل هذا الوجع..
لماذا أعدتني ممتلئا بكل هذه الصدوع..
وأنت تعلم أن بداخلي ألف زلزال؟!..
قل لي..
كيف أثق بأنك ستعيد لي الأمس..
وأنت الذي وضعت على عتبات يومي، كل هذه الشياطين..
وزرعت وجه الغد، بكل هذا الكم من الحرمان..
بكل هذا الخذلان..
وبكل هذا الأسى..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..