أصبحت وأمست إشكالية انقطاع التيار الكهربائي أمرا مزعجا، وقدأسهمت عوامل عديدة في صناعته واجتمعت جملة من الأسباب وعلي رأسها ظاهرة التغير المناخي وزيادة احترار الأرض، والإقبال غير المسبوق علي أجهزة التبريد والمكيفات خلال العامين الأخيرين.
وللخروج من هذا المأزق المتكرر خلال شهور الصيف، يجب أن نحدد الأسباب الحقيقية بكل دقة وشفافية، وموضوعية بحثا عن الحلول الناجعة والبدائل العملية لتجنب الآثار الضارة لانقطاع التيار الكهربائي، ومردوداته السلبية علي حركة الحياة اليومية، وكافة مواقع الإنتاج التي تعتمد علي الكهرباء بصفة أساسية.
ولا ريب أن الاستعانة بمقترحات ورؤي ذوي الخبرة في مجال الطاقة المستدامة، ربما يكون السبيل الأمثل في الخروج بأفكار مبدعة وقابلة للتطبيق الفوري وخاصة فيما يتعلق بتوظيف تقنيات الطاقة الشمسية والنظيفة وتركيب وحدات للوحات الشمسية بالمنتجعات، والقري السياحية وشوارع المدن السياحية، كما هو الحال في معظم شوارع مدينة شرم الشيخ، و العاصمة الإدارية وغالبية المدن الذكية الجديدة، والتي تعتمد بصفة أساسية علي مصادر الطاقة المتجددة.
وأتصور أن تفهم المواطن لأبعاد المشكلة وتعاونه بإخلاص وتجرد مع الحكومة دون “لمز وهمز وتصيد” ، سيسهم حتما في حل المشكلة ولو بصورة نسبية، فالجميع في قارب واحد..
كما أن ثقافة الترشيد ينبغي أن تكون منهج حياة للتكيف مع المستجدات الحياتية، وتقييم وتشخيص كافة المشكلات والأزمات في إطارها القومي ووفقا لابعادها الاقتصادية والاجتماعية.
وقبل توزيع الاتهامات يمينا ويسارا لابد أن ننطلق من تحديد الأسباب الرئيسة لتزايد الاحتياجات للطاقة، ومن ثم تنامي استهلاك المواطن للتيار الكهربائي، وعلي رأسها التأثيرات السلبية الخطيرة لظاهرة التغير المناخي، وما سببتها من تزايد درجة الأرض بصورة أكثر مما توقعه خبراء وعلماء البيئة والطقس والمناخ، علاوة علي الزيادة السكانية المطردة، واحتياجات الشبكة القومية للطرق ومختلف المشروعات التنموية في جميع المحافظات والقطارات الكهربائية الجديدة.
ويقع الدور الأكبر علي أصحاب الشركات، ورجال الأعمال ممن يمتلكون مصانع، ومنتجعات، وقري سياحية، ومزراع، وڤلل تستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية بالكيلو واط وتمثل ضغوطا متزايدة علي مختلف شبكات الكهرباء لمختلف أرجاء المحروسة.
ومن ثم يجب الإسهام والمشاركة بحلول عملية وتوفير بدائل نحو توفير الطاقة لهذه المشروعات الاستثمارية، بعيدا عن التقوقع حول الذات وخاصة من قبل الفئات الاجتماعية الأكثر قدرة وأموالا، وتجنب النظر لهذه المشكلة برؤية قاصرة ومنطق مادي محدود!.
وفي اعتقادي أن وزارة الكهرباء تحتاج لدماء جديدة قادرة علي الخروج بتدابير نوعية مغايرة للتغلب علي مشكلة الانقطاع المستمر للكهرباء، وتنظيم مواعيد تخفيف الأحمال بصورة منضبطة ومعلنة، مع استمرار التوعية عبر مختلف وسائل الإعلام القومية، والخاصة، ومواقع الوزارة بمختلف شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك لتجنب التداعيات السلبية للانقطاع المفاجئ وحوادث الاختناق بالمصاعد وتلف الأجهزة المنزلية نتيجة الانقطاع المتكرر.
وعلاوة علي تعزيز ثقافة الترشيد بصفته العامه علي مستوي الفرد والجهات الحكومية، وتوظيف استخدام الطاقة الشمسية، والاستعانة باللوحات الذكية والمولدات المتطورة في هذا الشأن. أتصور أنه من الإجراءات المهمة ضرورة مراجعة آلية أعمدة إنارة الشوارع ومراجعة ضبطها وفقا لتوقيتات الشروق والغروب، وأيضا تقليل درجات الإضاءة في الأماكن الأثرية والسياحية، أو قطع التيار عنها بعد انتهاء توقيتات الزيارة، وهو أمر اتجهت له دول أوروبية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، وانخفاض تدفقات الغاز، وظهور بودار لأزمات في الطاقة وخاصة مع فصل الشتاء، نظرا لزيادة الحاجة لأجهزة التدفئة المركزية والخاصة.
ومن الحلول التي يقترحها بعض الخبراء تشجيع إنتاج وحدات صغيرة للوحات الطاقة النظيفة، بالمنازل وخاصة في المناطق النائية وبعض مزارع الدواجن وتربية الماشية ومساهمة القطاع الخاص بصورة فعالة عن طريق شراكات مع الجهات الحكومية المختصة.
وفي معظم الملمات يظل سلوك المواطن ووعيه هو الأساس للتعاطي مع كافة الأزمات، وقد حدد المختصون وسائل عديدة ومهمة لتخفيض قيمة الاستهلاك، وينبغي عدم الاستخفاف بها من بينها:
-فصل شواحن الهاتف والأجهزة الصغيرة والإلكترونية غير المستعملة.
-ترشيد استخدام المكواه والسخانات والبوتجازات الكهربائية وأجهزة الميكروويف.
-تقليل إضاءة لمبات الإنارة أثناء الليل والاستغتاء عنها نهارا، مع استبدالها بالموفرة.
-التأكد من وجود بطاقة كفاءة الطاقة على الأجهزة الكهربائية المنزلية والاعتماد على الأجهزة الموفرة صديقه البيئة.
- التأكد من إزالة الثلج المتراكم من الثلاجة و”الديب فريزر” باستمرار، وخاصة في الأجهزة القديمة نسبيا، فالتراكم يجعلها تعمل بطاقة أكبر وتستهلك كهرباء أكثر.
-عدم وضع الطعام الساخن فى الثلاجة يجعلها لا تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء.
-إدارة درجة الحرارة:
اضبط الترموستات على درجة حرارة 68F في فصل الشتاء و78F في فصل الصيف، وكذلك ضبط درجات التكييف.
-اتباع إرشادات السلامة لجميع الأجهزة الكهربائية
-فتح الستائر والنوافذ لتدفئة المنزل وإضاءته خلال ساعات النهار شتاء وإغلاق أغطية النوافذ للحفاظ على البرودة صيفا.
-تقليل استخدام المياه الساخنة بقدر المستطاع، وخاصة في فصل الصيف.
-ترشيد استخدام الأجهزة الكهربائية، واستخدام مصباح صغير لتسليط الضوء على مساحة عملك بدلاً من المصابيح العلوية عالية الاستهلاك.
-اخفض السطوع واضبط ميزات توفير الطاقة والبيئة التلقائية على أجهزة التلفزيون ووحدات التحكم.
-استخدام أوضاع النوم والإسبات في الكمبيوتر
استخدم شريط طاقة لجميع الأجهزة الإلكترونية الشخصية وأوقف تشغيله عندما لا تكون قيد الاستخدام.
-التعرف على برامج المساعدة في توفير استهلاك الطاقة (ESA)
واستكشاف تحسينات الطاقة المنزلية المجانية للمنازل وتقليل فاتورة الكهرباء.
والإرشادات في هذا الشأن لاحصر لها والفيصل هو الإرادة الجماعية الجادة والفعالة للخروج من نفق الإظلام وسخافات وضجر انقطاع التيار !.