عام كامل مر على “طوفان الأقصى” العملية التي زلزلت كيان الاحتلال الصهيوني وافقدته توازنه التي بدأت بهجوم شنته حركة حماس . اذ عبر مقاتلون حركة حماس من القطاع المحاصر الى داخل إسرائيل بواسطة السيارات والدراجات النارية والطائرات الشراعية مخترقين الحاجز الحدودي الذي بنته قوات الاحتلال الصهيوني. مدعومين بقصف صاروخي واسع النطاق طال مختلف المستوطنات اليهودية من ديمونا في الجنوب الى هود هشارون في الشمال
كانت عملية “طوفان الأقصى” بمثابة الزلزال الذى هز الاعمدة التي تأسس عليها الكيان الصهيوني بأنهم يضمنون الأمان الكامل للمهاجرين فإذا بطوفان الأقصى يحطم هذا السيناريو الصهيوني في وقت كانت تل ابيب تتصور ان موعد الحصاد الدبلوماسي قد حان انها في طريقها لعقد جديد من اتفاقيات التطبيع مع جميع العواصم العربية.
يعتبر السابع من أكتوبر هو يوم تاريخي في القضية الفلسطينية وفى تاريخ حركات التحرر والمقاومة .عام كامل من الإنجازات البطولية والتضحيات العظيمة ومن العدوان والابادة الجماعية التي يمارسها العدو ضد الشعب الفلسطيني الذى يمتلك احدث الأسلحة مقابل مقاومة لا تمتلك الا القليل من الأسلحة والكثير من الايمان
فإذا بالمناضلين الفلسطينيين يسيطرون على سديرون ويخضون قتالا في مستوطنات غلاف غزة ويأسرون عددا من الجنود والمدنيين ويقتادونهم الى داخل قطاع غزة. ان ما حدث في طوفان الأقصى يعد من اكبر انتصارات العرب في التاريخ المعاصر وستعلمون انها بداية لنهاية كبيرة بداية لإعادة نهضة وحضارة وامجاد هذه الامة .
اعادت عملية طوفان الأقصى القضية الفلسطينية مرة أخرى الى الواجهة وجعلها على اجندة دول العالم بعد سنوات من النسيان ودفعت الكثير من دول العالم للضغط للاعتراف بدولة فلسطينية
ان عملية طوفان الأقصى وضعت الكيان الصهيوني على مسار الانهيار بسبب تدمير المبادئ التي قام عليها وروج لها انه المكان الان ليهود العالم وفشل سياسة الحسم السريع للحروب وهو يعيش حربا استمرت عام وفشل في سياسة الردع فهو لم يخيف المقاومة في فلسطين او فصائل محور المقاومة في لبنان واليمن كما فشل في سياسة الإنذار المبكر وهو لم يكن يعلم بالسابع من أكتوبر او بعملية الوعد الصادق التي ابلغه حليفه الأمريكي عنها قبل ساعات ومع ذلك فشل في التصدي لها .
صمدت المقاومة الفلسطينية في وجه قوات الاحتلال الصهيوني عام كامل برغم من الدعم الغير مسبوق من الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب و لاتزال المقاومة قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وقادرة على التصدي للتوغل الصهيوني
شكرا للمقاومة الفلسطينية لأنها ايقظت الامل في قلوب شباب الامة بل شعوب امة كاملة برغم ضعف الإمكانيات والقدرات فالقادم خير كبير وضعف وهوان للغرب وللصهاينة فلذلك وجب الاستعداد لما هو قادم نصر هزم إسرائيل نفسيا امام العالم بل اظهر ضعف جيشها ومخابراتها وأنها مجرد صوت دعائي فقط يخيف ولكن في الحقيقة عندما تقترب منه تجده هواء فارغا. نصر مختلف لأنه اثبت أن ما بنى على باطل مهما لمعته مليارات الدولارات والقوى الدولية فصدق القضية وصدق عزائم الرجال قادرة على هزيمة قوة التكنولوجيا والسلاح وكل شيء. نصر مختلف لأنه كسر جدار الحرب النفسية التي يمارسها الصهاينة مدعين انهم قوة لا تقهر وقادرين على اختراق أي شيء وتنفيذ أي شيء فحركة المقاومة الإسلامية (حماس ) فجرت البالون الهلامي الصهيوني المتشبع بالبطولة المزيفة والضعيفة.
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا