هناك فرق كبير بين القدوة والاسوة الحسنة وبين التقليد الاعمى الذى اصبح منتشرا بيننا هذه الايام
ومنذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم جميعا فان رسول رسول الله صل الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا المثل الاعلى والقدوة الحسنة علا وارتفع بدينه واخلاقه وفاخر بها ودعا اليها اينما ذهب وقال تعالى فى محكم اياته لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر
والقدوة الحسنة من المبادئ المهمة جدا والتى يجب علينا الاخذ بها ونعمل على تنميتها كنماذج فى تربية ابنائنا ويصبح الفرد قدوة حسنة لغيره بحسن سلوكه واخلاقه وعدم مناقضة افعاله لا قواله ولا اقواله لافعاله ويكون رحيما متواضعا وصادق مخلص وهذا ما تعلمناه من الدين قران وسنه ولنا ان نتسال اليوم هل يتواجد بيننا فى هذه الايام ما يجعلنا نتخذه قدوة واسوة حسنة والجواب نعم يتواجد فمازال رسول الله صل الله عليه وسلم وسير الصحابة العظام موجودة بيننا نتدارسها ونعيها تماما ونقتدى بها فنفوز ونفلح وهناك فيما بعدهما الكثيرين من عظماء الامة فى كل المجالات بمختلف انواعها الدينية والعلمية والعسكرية بل والفن المحترم ما يمكن لنا ان نتخذهم قدوة واسوة حسنه لانهم اتبعوا المنهج الصحيح وحققوا نجاحات كبيرة
رغما عن ذلك فاننا نعانى فى هذا العصر ايجاد القدوة والمثل الصالحة التى تكون عونا للمرء على النجاح والتفوق لان الكثير منا ومن شبابنا غرقوا فى دوامة الانفتاح المعرفى والثقافى الغربى بجوانبه السيئه فقط وابتعدوا عن الجوانب المفيدة وهذا يوهلهم فى كثير من الاحيان لاستقبال ثقافات ومعارف بعيدة عن معتقداتنا ومبادئنا ليؤدى بهم الى الاقتداء بشخصيات قد لا تحمل ايا من صفات القدوة والاسوة الحسنة وهو ما نسمية التقليد الاعمى فيتخذوا من الفنانيين ولاعبى الكرة والراقصات والمهرجين قدوة ومثل اعلى لكونهم فقط من المشاهير غافلين عن الطرق الملتوية والاساليب المشوهة التى يكون الشخص قد سلكها فى سبيل الوصول الى غايته وشهرته الزائفه فيقلد الشباب هذه النماذج تقليدا اعمى ويبتعدون عن القدوة والاسوة الحسنه وينحرفون عن المسار الصحيح ويجعل الشخص نسخة مغيبة للشخص الذى يقلده ليصير امعه
ولقد حذر رسول الله صل الله عليه وسلم من التلقيد العمى ويخاف علينا عاقبة التقليد الاعمى للامم التى حادت عن نهج الانبياء فيقول لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ومن هنا ينبغى علينا ان نحذر من هذه الافه التى انتشرت فى الامة انتشار النار فى الهشيم فاصبحنا امة منقادة تابعه لغيرها مقلدة لامم الشرق والغرب فى كثير من امورها حتى اصبح القدوة والمثل الاعلى الصحيح غرباء والمتمسكون بها غرباء ايضا
فليبتعد شبابنا بل كلنا عن التقليد الاعمى لكل ماهو غربى لانه يختلف مع الدين والثوابت والاعراف والعادات والتقاليد التى تعلمناها ونعيش عليها وعلينا ان نعى جميعا ان التحضر لا يكون بالتقليد الاعمى للغرب ولكن التحضر والمدنية والقدوة والاسوة الحسنة فى التمسك والعمل بما امرنا به القران والسنه وان نتخذ من اصحاب المنهج الصحيح المثل والقدوة بدلا من مهرجى الغرب
مش كده ولا ايه