منطقة وميدان الحسين كانت أجمل المناطق الجاذبة لقلوبنا للمسجد والزيارة باستمرار، لكن ابتلانا الله بالجهلة عديمى الذوق الذين أزالوا الحديقة وقتلوا رؤية المسجد ليتحول إلى صورة كئيبة بسور معتقل حديدى مقبض عال أسود مثل أيامهم، فلابد أن يصدمك المنظر الذى كان حديقة ورؤية وجلسة ممتعة تضيف لقدسية المكان راحة نفسية، فإذا بما يسمى التطوير هو التدمير، أصبح مقبضا للروح من السواد الذى يلفه من ارتفاعه المبالغ فيه وتعدد أبوابه المغلقة فى غالب الأحيان، ذلك بحجة التوسعات لاستيعاب أعداد المصلين .. قتلوا روح المكان ومتعته وذكرياته وتاريخه، فأزالت يد الجهل والحماقة الميدان بالكامل من كل الاتجاهات، وضاع رونقه واتساعه، وفقد كثيرا من قيمته السياحية، فعليك أن تعانى حتى فى المشى بطريق هامشى بجانبه، بحيث لاترى إلا السواد، وضيق المكان الخانق، كما لو أنك تمشى بجانب جدار الموت الأسود، فانتهت مواقع الجلسات الممتعة أمامه، وقلت أسباب الانجذاب للمكان ومتعة السياحة به، وضاعت راحة الانبساط بالرؤية الممتعة بالمقام، فإن صاحب خطة التطوير وهو التدمير ، فاقد للحس والجمال تماما، فالمكان أصبح بشكل معتقل كئيب بأسوار عالية تسد الرؤية والجلال عن المكان، وحتى النشاط السياحى بجانبه، فالقضية ليست اتساع ولكن ذوق عام. وأسوأ مافيه لونه الأسود وارتفاعه الذى لا يناسب البساطة والروحانية بالمنطقة، مع تبديد مليارات الجنيهات، مع أنه أول مزار يتوجه إليه المصريون وضيوفهم للراحة النفسية خاصة فى شهر رمضان بمتعة كبيرة، فهذه الأسوار لا تشجع على معاودة الزيارة، فإن الحس والمشاعر اوالقدسية هى الأساس، لمنطقة هى جزء كبير من تاريخنا وماضينا المتجسد فى المباني الأثرية والتراثية العتيقة لمئات السنين.. هذه المنطقة رمز للقاء والاحتفالات والسهر والسمر، وهى رمز للمزارات السياحية والترفيهية الدينية، أصابها الاختناق حتى بخان الخليلى والمقاهى التاريخية الشعبية المفتوحة.*** اقترح تصحيحا لهذه الجريمة، الرجوع بالسور 5 أمتار على الأقل أمام الباب الرئيسى، ليكون شبه ميدان وأن يزال ارتفاع نصف السور أو أكثر لأنه يحجب قدسية المسجد، وأن يدهن باللون الأخضر الغامق لإضافة رؤية طيبة للمسجد.. ..ندعو الله أن يزيل عن حياتنا الجهلة عديمى الحس والذوق..يارب .