التواضع الشامخ – ليس انحناء، بل هو صمود الجبال في وجه العواصف، هو أن تكون في قلب العاصفة وتظل ثابتا لا تزعزعك الرياح.
هو أن ترفع رأسك عاليا دون أن تلتفت خلفك، وتبقى جذرا راسخا بينما تتحرك أمامك الدنيا بكل ما فيها.
هو أن تكون أنت، تماما كما أنت، بدون أن تخفي شيئا من عظمتك، بل تتوزع هذه العظمة في عطائك للآخرين.
التواضع الشامخ – هو أن ترى مجدك في رفع الآخرين، أن تسير بينهم كأب، لا تنتظر الشكر بل تستمر في العطاء غير المحدود.
هو أن تمسك بالسماء بيدك، بينما قدماك ثابتتان في الأرض، لا تهتز، لا تتراجع.
هو أن تختار أن تكون الضوء الذي لا يراه أحد، بينما تضيء كل من حولك.
أن تكون كالأسود التي تختار السكون في عرينها، بينما ينحني الجميع لها، بدون أن ترفع صوتك.
أن تحيي العقول التي فقدت الأمل، أن تزرع في الأرواح الخاوية الأمل وتبعث فيها حياة جديدة.
التواضع الشامخ لا يأتي من انكسار، بل من قمة عالية، حيث العظمة الحقيقية تأتي من القدرة على البقاء بعيدا عن الأضواء، لكنك تجعل كل من حولك يلمسون شموخك.
أن تكون شخصا لا تقاس قيمته بما تحققه لنفسك، بل بما تزرعه في الآخرين من عزيمة وإيمان.
هو أن تظل راسخا في قيمك، على الرغم من كل محاولات الآخرين لجرك إلى الأسفل، ولكنك ترفض لأنك تعرف أن من يسعى للوصول إلى الأعلى لا يلتفت للظلال.
التواضع الشامخ هو القوة التي تخترق كل الحواجز، لا تحتاج لأن تعلن عن نفسها، بل هي تنبع من قلبك، وتلامس أرواح من يحيطون بك.
كن متواضعًا شامخا، كن قوياً بلا ضجيج، لا تنتظر الشكر، ولا تطلب التقدير.
دع آثارك تتحدث عنك، لأن الحقيقة التي لا يراها الجميع هي أن الشخص المتواضع الشامخ هو الأكثر قوة، هو الذي يبقى حين يذهب الجميع، هو الذي يبني عندما يتوقف الآخرون.
التواضع الشامخ ـ مجد لا يزول، قوة لا تكسر.