“سيندلع جحيم بالشرق الأوسط إذا لم تسلم حركة حماس الرهائن قبل تنصيبي في الـ20 من يناير الجاري”. “أدعو لضم كندا إلى الولايات المتحدة، وأتعهد باستخدام القوة الاقتصادية لتحقيق هذا الهدف، فإذا أصبحت (كندا) ولايتنا رقم 51، فإن ضرائبها سوف تنخفض بأكثر من 60% وسوف تتضاعف أعمالها على الفور”.
“أطالب بسيطرة أميركا على قناة بنما للتخلص من الرسوم التي تدفعها السفن الأميركية خلال عبورها القناة” ولا يخفى التهديد المبطن للصين أكثر الدول المستخدمة للقناة!! كما يطالب بالسيطرة على جزيرة جرينلاند، التابعة للدنمارك منذ أكثر من 600 عام، وفي ذلك تأجيج للصراع مع قارة أوروبا كلها ممثلة بالاتحاد الأوروبي!!
كما يدرس ترمب إعلان حالة طوارئ اقتصادية لتوفير مبرر قانوني لحزمة كبيرة من التعريفات الجمركية الشاملة بهدف إعادة ضبط التوازن التجاري العالمي خلال فترته الرئاسية الثانية، إذ يمنحه صلاحية إنشاء برنامج جديد للرسوم الجمركية باستخدام قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية، المعروف باسم “IEEPA”، والذي يمنح الرئيس صلاحية إدارة الواردات بشكل منفرد خلال حالات الطوارئ الوطنية.
ويدرس مستشاروه بالفعل إمكانية استخدام المادة 338 من قانون التجارة الأميركي، والتي تسمح للرئيس بفرض “رسوم جديدة أو إضافية” على الدول التي تمارس تمييزًا ضد التجارة الأميركية… وحتى “الناتو” لم يسلم من تصريحاته.
هذه نماذج متنوعة لآخر التهديدات الدولية التي تسبق تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب أواخر الشهر الجاري، منها الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية، فلا شيء سيكون كما كان في أميركا والعالم، فكل ما فعله بايدن داخليا وخارجيا أعاد أميركا سنين عديدة للوراء، لو كان موجودا ما حدثت حروب الشرق الأوسط، ولا تم تهديد وجود إسرائيل!!
أثارت هذه التصريحات والتهديدات والإجراءات ردود فعل غاضبة من تلك الدول، حتى “حماس” ردت على تصريحات الجحيم بأنه متسرع، وأن الأفضل له وقف الحرب، وتتوالى تصريحات قيادات بنما وفرنسا وكندا والدنمارك وروسيا وغيرها على التصريحات بمثلها وعلى التهديدات بوعيد وعلى القرار بمثله، ما ينذر بعالم سيكون أكثر اشتعالا بسبب الجنون الأميركي الذي يعيش رئيسه القادم في عصر الـ””COWBOY.
والسؤال هنا هل ترمب صادق في تهديداته؟
لنعد الى فترة رئاسته الأولى الحافلة بآلاف التصريحات التي وصفها متخصصون في التحقق من صحة الادعاءات بأنها “أكاذيب” وظاهرة غير مسبوقة في السياسة الأميركية، وأصبحت استمراريتها جزءا من هويته – أي ترمب.
كمثال: قالت صحيفة واشنطن بوست إن تكرار ترمب المستمر للادعاءات الكاذبة يشكل حملة قائمة على التضليل، فبحسب الكاتبة والصحفية نانسي لوتورنو، فإن إهانة الحقيقة أسلوب متعمد (تكتيك).
وخلال أول مئة يوم من رئاسة ترامب، بدأت الصحيفة بتتبع التصريحات غير الصحيحة أو المضللة، بقاعدة بيانات فوصلت إلى 20,000 في 9 يوليو 2020!!
osamasend@gmail.com