أعلن الكاتب والمخرج مصطفى ستار الركابي عن انطلاق مشروعه الفني سوق الفنون الجميلة المستقل في العراق.في أحدى أماسي بيت الدراما في مدينة ذي قار ( الناصرية) بتاريخ ١٦ / ١ / ٢٠٢٥. وبحضور نخبة من الأساتذة والكتاب والفنانين.
والسوق ثورة جيل الفنانين الجديد في العراق، أقصد البلد الذي لم يعط للفن والإبداع الفني مجاله ومساحته، هو بلد كسائر البلدان العربية يخضع فيه الفن لقانون الهامش والمركز، والأكثر شهرة والأقل شهرة، وفي ظل الخضوع للمتعارف عليه ضاعت واندثرت مواهب فنية شابة، ولم نسمع صدى لأصواتهم، على الرغم من حاجة المجتمع لهم .
وبدأ حديثه عن الأحداث والمسببات التي دفعته لإبتكار وخلق فكرة سوق الفنون الجميلة، وماعاناه وكابده في بداياته الفنية و التي يواجها كل فرد عراقي يعشق الفن ويعيش خارج العاصمة، ومعاناته هي معاناة أغلبية الشباب وطموحاته لاتختلف عن طموحهم؛ لذلك قرر أن يكون لهم الحضن الذي يستوعب أحلامهم وسلم النجاح وتحقيق ذواتهم كفنانين وموهوبين، ويطلق عليهم مصطفى الركابي اسم ( المهووسين)، إذ يذكر إن الهوس في الفن هو الذي دفعه لإكمال سيرته الفنية التي ستستمر، وأشار إلى فرقة المهووسين وهم أصدقائه في مسيرته الفنية والداعمين لهذا المشروع المميز، ابتداءً من ستار الحربي، ومخلد جاسم العبيدي، وناظم حسين سنوح، وزمن علي، وأمير عبد الحسين وأمير أبو الهيل، وتحسين داحس، وأساتذة وكتاب مسرح مثل علي عبد النبي الزيدي وياسر البراك الذين شهد لهم في الآونة الأخيرة نجاح مبهر على الصعيد الفني، وهي المسلسل الذي أخذ شهرة كبيرة وله أثر مميز في المجتمع وهي مسلسل ( الجنة والنار) التي كانت أشبه بالملحمة التي صورت عادات وتقاليد مدينة ذي قار ومعتقداتهم وطبيعة معيشتهم، باعتبارها إحدى المدن المهمشة فنياً، ليكون انطلاق السوق لباقي المدن المهمشة لأن لها الحق في المشاركة الفنية، ومجتمعها بحاجة إلى فن يعكس طبيعتها ليؤثر ويتأثر فيها، لذلك شمل سوق الفنون الجميلة خمسة عشر مدينة من مدن العراق، وبإمكان السوق استيعاب الآلاف من المبدعين بفضل إدارته وآليات عمله، إذ يضم خمس عشرة غرفة ( الغرفة هي اسم مجازي ويعني المجموعة التي تنتمي لنفس التخصص) والغرف هي غرفة الكتابة، والتمثيل، والإخراج، والإنتاج، وصناعة المحتوى، والمسرح، والتسويق، والأزياء، التشكيل، وتصميم الإنتاج ، والمكياج، والصوت، الأنمي و3D، والموسيقى، والفنون الإسلامية.
وسيتولى إدارتها اداريون محترفون يربطهم مبدأ الهوس في الفن، لتتكون فرقة كبيرة والتي وصل عددهم حتى الآن إلى الألف، ويتدربون على أيدي أساتذة محترفين من العراق وخارجه، وأول انطلاقة للسوق ستكون في الستة أشهر الثانية من عمر السوق الذي سيستمر لمدة عامين، وستكون الانطلاقة من مدينة ذي قار، في مكان يدعى:
( مخيم ذي قار الكبير) والمخيم هو اسم مجازي ويعني به المكان البسيط الذي يستوعب الجميع، وينتج عن هذا التجمع الفني، مسلسل ( الإعصار)
الإعصار الذي يمحي ملامح التخلف والجهل الفني، والنظرة الدونية للفن، الإعصار سيمحي فكرة الهامش والمركز، ويحقق العدالة بين الجميع على المستوى الفني، فالمركز سيبقى مركزاً روحاً فنية جميلة، لكن في كل مكان هناك مركزاً وليس في العاصمة فقط، لأنه يظم المهووسين من بغداد وباقي المدن من دون استثناء، فضلاً عن أهم ماذكره من عبارات ملفته، مثل : الفن هو المجتمع ويتطور عندما نطور أفكارنا.
وينجح العمل عندما تؤمن وتعترف بالمعلم وعدم الإعتراف يخلق الضياع، والفن هو سلاح الدولة القوى والمحرك لاقتصادها… والعمل هو الإيمان بما تقدمه والنجاح يوجد أينما وجدت الصداقة المبنية على مبدأ التعاون والصدق.
فما أجملها من ثورة، تحمل في طياتها أحلام الشباب المبدعين.