هل تُريدون قيامتي ؟
أدرعُ الطرقات المُلبدة
سحابة ماجنة ترتجفّ في ركن
من السماء
الشُّرود و العناء
هائمة في لُب القصيدة
أقطعُ وتين الوجع الغائر
في صدرها
حتى تهدأ الأرض
و ترقد أناي ..
تائهة أنا …
أُربتُ على كتف الأشجان
أعدها بغذ أجمل
أُصافحُ إخوة الشياطين
غابت عنهم صفات السلم
و السلام ..
أشتاقُهم مهما قلّمتُ
حُمى صبري
فلا أُعف من مقصلة العتب …
أشحذُ الرسائل من أفواه
العابرين …
و أتساءل:
هل خُلقنا من رحِم من حجر ؟
أم أن النفوس ارتوت قُبحاً.
أراهم جالسين على أريكة
من سعير
يلتهمون شرارات الحكايات
أحدقُ إليهم بعيون دامعة
و قد افترس الرُّخ قلوبهم
يُتمتمون بهمسٍ شيطاني
أمرُّ أمامهم مُلتصقة الساقين
ألتقطُ الإِرَب المنثورة
من أحلامي المستنزفة
أنظرُ إليهم …
بالكاد أتعرف على بقايا
ملامحهم التي التهمها
السواد …
و أرتشفُ أقداح الدم القاني
هل هو دمنا ؟
هل نحنُ من كنّا …؟
أم من صِرنا ؟
من نكون حقا ؟…
يحتدمُ القلب و العقل
ليعلنَ الحداد
على قلب تآكل ..
تآكل بالكامل يا سادة .
بلجيكا