الإخبارية- محمد شمس
يؤكد الأطباء أن أعراض إدمان الأدوية تتشابه بشكل كبير مع إدمان المواد المخدرة، وتشمل هذه الأعراض استمرار الشخص في تناول الدواء دون حاجة ملحة لذلك، وهو يطلب المزيد من الدواء بهدف الحصول على على الشعور بالراحة.
ويشعر عند الانقطاع عن الدواء الذي أدمنه بحالة من الضيق والتوتر، وفي بعض الأحيان الألم، ويكون مزاج مدمن الدواء متقلبا، كما أنه سريع الغضب وسهل الاستثارة.
ويميل في كثير من الأحيان إلى الانعزال والوحدة والانطوائية، كما أنه يشعر بحالة من الفتور الذهني والعضلي، ويعاني من اضطرابات النوم، والتي تتمثل في نوبات مستمرة من الأرق أوحالة دائمة من النعاس.
مؤشرات سلوكية
توجد بعض المؤشرات السلوكية التي تدل على الإصابة بالإدمان، كإهمال المدمن لنظافته الشخصية ومظهره العام، والإهمال في التزاماته المختلفة سواء عملية أواجتماعية، وفرط النشاط واليقظة، والارتباك.
ويكون حريصا على أن يكون الدواء قريبا منه، فهو يحمله في حقيبته الشخصية أوالسيارة، ويشتري من هذا الدواء كميات أكبر من المعتاد.
وتظهر على المدمن مجموعة من الأعراض الصحية كفرط التعرق والتبول المتكرر، والقيء والغثيان، والإسهال، والدوار والأرق، ومن الممكن أن يتعرض لمخاطر صحية بسبب تجاوز الجرعات المحددة، وفي مقدمتها الإصابة بالتسمم.
3 مراحل
يشترك إدمان الأدوية مع إدمان المخدرات في طبيعة الأعراض الانسحابية، والتي ربما وصلت إلى حد نوبات الصرع والتشنجات العضلية، ولايوجد علاج واحد لكل المدمنين، لأنه يختلف باختلاف الدواء، واستجابة الجسم له، ويشمل العلاج برامج لتخليص الجسم من السموم التي به، والعلاج النفسي وأخيرا العلاج الدوائي.
وتبدأ المرحلة الأولى من علاج إدمان الأدوية بتخليص الجسم من رواسب العقاقير بشكل تدريجي، وتختلف مدة هذه المرحلة، وذلك بحسب نوعية الدواء، وقوة المادة الفعالة التي تدخل في تركيبه.
ويخفض الطبيب في أول 3 أيام جرعة الدواء الإدماني بما يترواح من 25 إلى 30%، ثم تخفض النسبة كل بضعة أيام بمقدار لايقل عن 15%، وذلك وفقا لاستجابة المريض واستقرار حالته الجسمانية والنفسية.
ويمكن أن يستخدم مجموعة من العقاقير العلاجية في المراحل الأولى، وهي تلعب دورا في جعل المريض يكون مستعدا نفسيا لتقبل العلاج.
وتساعد كذلك في التقليل من حدة الأعراض الانسحابية المؤلمة، وتعتبر أهم هذه المجموعة الدوية المضادة للاكتئاب وأيضا مضادات الصرع.
الرعاية النفسية
تشتمل مراحل علاج إدمان الأدوية على الرعاية النفسية، والتي تهدف إلى تأهيل المريض نفسيا حتى يستجيب بصورة أسرع للبرنامج العلاجي، وذلك لأن رغبة المريض في التخلص من الإدمان لاتتجاوز 50% من فعالية العلاج.
وتهدف جلسات العلاج أيضا إلى السيطرة على السبب وراء إدمان الدواء، وذلك ما لم يكن سببا عضويا، كما أن العلاج النفسي يشعر المدمن بقدرته وقيمته، ويساعده في استرداد الثقة، ويؤهله للانخراط في المجتمع مرة أخرى.
وتتزامن جلسات العلاج النفسي مع البرنامج الدوائي، وذلك لأنها تساعد المريض على التخلص من الأسباب وراء إدمان الأدوية.
نصائح للوقاية
يضع الأطباء مجموعة من النصائح بهدف الوقاية من الوقوع فريسة لإدمان الأدوية، والتي تبدأ بالتزام المريض بزيارة الطبيب بناء على تعليماته، وذلك لمتابعة الحالة ومعرفة تأثير الدواء، لأنه هناك أدوية تحتاج إلى تغيير الجرعة أوالدواء نفسه.
وتوجد أنواع أخرى من الأدوية يوصي الطبيب بإيقافها أوتغيير جرعتها، حيث يمكن أن تسبب أعراضا إدمانية لبعض الأشخاص.
ويجب على المريض عدم تغيير جرعات الدواء من نفسه، والالتزام بتعليمات الطبيب بخصوص الجرعة التي يتناولها، مع الالتزام بالتحذيرات التي تصاحب أي دواء، وبخاصة تلك المتاحة بدون وصفة طبيب.
ويمنع أخذ أدوية موصوفة لشخص آخر، لأن كل حالة مرضية لها ظروفها وملابساتها والطبيب هو الوحيد القادر على تحديد الدواء لها.
وينصح كذلك بتدوين الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر على المريض عندما يتناول الدواء وبخاصة في الأيام الأولى.