في يوم الجمعة 26 يناير 2007 فوجئ المسلمون في بلدة ماكون بولاية جورجيا الأمريكية بتواجد عمدة المدينة جاك إيليس معهم داخل المسجد يؤدي صلاة الجمعة. وعمت الفرحة جموع المصلين بعد أداء الصلاة عندما أعلن عامر الرفاتي، رئيس مجلس إدارة المسجد، عن زيارة الحاكم، وطلب من الجميع أن يسلموا عليه ويهنئوه لاعتناقه الإسلام. وبحسب رواية صحيفة دنيا الوطن كان جاك قد اخبر أمام المسجد بأنه أسلم في ديسمبر عام 2007 خلال زيارة إلى دولة السنغال في غرب إفريقيا ،واختار لنفسه اسم حكيم منصور إيليس . وأضافت الصحيفة أن الدكتور محمد الشروف عضو مجلس إدارة المسجد، نظم حفل عشاء لحاكم المدينة في بيته يوم الاثنين 29 يناير عام 2007 يلتقي بإخوانه المسلمين ويتعرف على أبناء الجالية الإسلامية المقيمين في وسط جورجيا، ويعلنون تضامنهم معه .
وأحدث خبر اسلام الحاكم ضجة كبيرة في مدينة ماكون وخارجها لأن غالبية سكانها مسلمين، وبادر جاك بكل شجاعة لحسم الموقف وقال في مقابلة مع محطة تلفزيون (دبليو.إم.آيه.زد-تي.في) المحلية في مدينة كولومبيا :” “نظرا لكوني عمدة البلدة أعتقد أنه من حق الناس التعرف على معتقداتي، وأني رجل مؤمن، وأن الدين الذي انتمي إليه الآن هو الإسلام .. أشارك عائلتي الكبرى، مجتمع بلدة ماكون الذين أيدوني عندما كنت مسيحيا وأنا واثق أنهم سيؤيدونني الآن ، فأنا نفس الشخص”.
ويحظى إيليس المولود في 6 من يناير 1946 ،بمكانة طيبة لدى أهالي مدينة ماكون التي ساهم في تحويلها لتكون واحدة من أكثر البلدات الأمريكية المزدهرة في كافة المجالات. وعند إعلان إسلامه كان يتولى منصب عمدة المدينة بالانتخاب للمرة الرابعة على التوالي . فقد أدى ايليس في ديسمبر 1999 اليمين كأول عمدة اسود البشرة للمدينة بصفته العمدة رقم 40 لتلك المدينة العريقة التي يعود تاريخها لـ 176 عاما مضت.
وأعرب إيليس في المقابلة التليفزيونية عن شعوره التام بالراحة بعد اعتناقه الإسلام بقوله: “يستطيع أي شخص الآن أن يقول إني عدت إلى جذوري بعد سنوات من البحث عن الذات ، أسلافي مارسوا شعائر ديانتي الجديدة في دولة السنغال الإفريقية قبل أن يتم ترحيلهم كعبيد إلى أمريكا الشمالية”.
وهنا يجب التوقف عند تصريحات حكيم منصور ( جاك ايليس) التي احرجت الحضارة الغربية باثارته قضية العبودية التي تفضح تاريخ العنصرية الغربية ، عندما هجمت مختلف القوى الأوروبية وهي البرتغال وهولندا وبريطانيا العظمى وفرنسا على افريقيا منذ القرن 15 لتنهب كل شئ حتى الانسان الافريقي نفسه بشحن الملايين منهم عبر جزيرة جوريه السنغالية للعمل كعبيد في أمريكا وأوربا .
وتفضح تصريحات حكيم أيضا أكاذيب المؤرخين الغربيين القائلة بأن إفريقيا كانت قارة مظلمة في ذلك الوقت، بينما الحقائق التاريخية تؤكد انه كانت هناك على مدى عدة قرون عشرات من الممالك الاسلامية المتحضرة مثل ممالك: سنغاي ، وكانم ،وداي ، وصوصو ،ومالي ، وغانا ، وهوسا ، وباقرمي في غرب افريقيا . وممالك : كلوة ، وشوا ، ولامو ، وباتا ، مقديشو في شرق افريقيا.
أما قصة دخول جاك الاسلام ففيها الكثير من الدروس فقد لفت نظره السلوكيات الطيبة للمسلمين وشعائرهم التي تظهر وحدة الصف والمساواة في الصلاة والحج والصيام. وهنا دعوة لكل المسلمين للتحلي بكل حسن في سلوكياتهم. ودعوة أيضا للدراسة المتعمقة للقران الكريم فقد قال جاك :” بدراسة القرآن الكريم،فوجئت بما يحتويه الكتاب الكريم من دعوة إلى التعارف والتسامح والتعايش، فضلاً عن مبادئ الحرية والعدل والمساواة، وغيرها من القيم التي تحتاجها الإنسانية لكي تحيا في أمن وسلام”.