حاولت الولايات المتحدة واسرائيل تصوير استشهاد القائد الاستثنائي يحي السنوار على أنه نهاية الحرب واستسلام حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة دون قيد أو شرط وأن المقاومة الفلسطينية انتهت تماما. كأن السنوار وحده هو المقاومة.
حاولت الدولتان في إطار حالة من تثبيط المقاومة والشعوب الإيحاء بذلك وقامت من خلال مسئوليها باتصالات دولية تتحدث فيها عن الإفراج عن الرهائن واليوم الثاني للحرب حتى بدا وكأنه لم يعد هناك من يقول لا أو حتى يناقش رغم أن الدولتين هما أعرف الجهات أن اللصوص قلما يفرون بجريمتهم ما دام أصحاب الحقوق ثابتين على حقهم مؤمنين به حريصين على استرجاعة، فالمقاومة لا تموت لأنها إيمان راسخ تتناقله جينات أصحاب الحق ، وعقيدة متجذرة في نفوس الاجيال يصعب اقتلاعها وبالتالي لا تموت المقاومة إلا أذا تغيرهذا الايمان أي جاءت فكرة تدحض الفكرة الأولى وحل إيمان مكان الإيمان الأول بأن أثبت حطأ الأول وزيفه ،وهو أمر لا يوجد في المسألة الفلسطينية.
من المؤكد أن استشهاد السنوار ضربة كبيرة للمقاومة لأنه قائد استثنائي كما أن العدو يستغل استشهاده في دعايته لدى مواطنية وفي تبييض صورة قواته التي بدت على حقيقتها في السابع من أكتوبر وفي فشلها تحقيق ما أعلنته من أهداف الحرب .
لكن الذي لا يدركه الكثيرون أن عملية استشهاده التي تناقلها الجنود الإسرائيليون مع أسرهم وفاجأت القيادة الاسرائيلية والأمريكية فقالوا حقيقة ما حدث وأن عادوا بعد ذلك يحاولون تشويه ماحدث أقول طريقة استشهاده مثلت زادًا المقاومين في كل مكان وليس في فلسطين وحدها، فقد استشهد وهو يواجه بنفسه العدو يلبس زيه العسكري ويحمل سلاحه بل إنه في لحظاته الأخيرة وهو ينزف حاول مواجهة طائرة تصوير مسيرة في نموذج للقائد الشجاع الذي يقاوم حتى النفس الأخير ،كما أنه استشهد فوق الارض وهو يتفقد جنوده ولم يكن مختبئا في الإنفاق.
كل هذا قدم المقاومين في كل مكان صورة نموذجية للبطل الذي قال فصدق والذي يتقدم الصفوف، بل قدم لكل طفل فلسطيني صورة للمثل الذي يحتذى في قابل أيامه خاصة وأن كل طفل فلسطيني يحمل في قلبه ثأر يريد أن يحصل عليه لأب أو أم أو إخوة أو أخوال أو أعمام بل ثأرا لعائلات كاملة .
أما ما تركه السنوار للأجيال من بعده فقد ترك جيشا منظما وليس مجموعات هواة ينقضون على العدو كلما حانت الفرصة وإنما كون جيشًا منظمًا يتضمن الفرق المدربة والمتخصصة كل في مجالة ليلتحق بها الشباب بمنهج تجنيدي مثلما يحدث للجيوش الكبرى المنظمة وهو منهج ينتظم كل أبناء فلسطين فليس هناك بيت في في فلسطين ليس له رجل في القسام . كما ترك آلية لصناعة القادة جيلا بعد جيل فلم يعد هناك القائد الفرد الذي لايعوض وإنما سلسلة من القادة لا تنتهي
كما ترك السنوار ورجاله من كبار القادة في كل مجالات الحياة بيئة خصبة للمقاومة تؤمن بحقها في استرداد أرضها باعتبار أن ذلك قربة لله الذي وعد المجاهدين بالنصر أو الشهادة وهو أمر نراه في ردود فعل الناس على استشهاد ذويهم وهي بيئه من شأنها تقديم المقاومين دون توقف.
وكذلك ترك السنوار ورجاله الكباربيئة علمية توظف العلم من أجل المقاومة وتستطيع استخدام قدراتها البئية في صناعة سلاح يؤذي عدوها في نموذج غير مسبوق لمقاومة محاصرة منذ سنوات بعيدة لا تحصل على السلاح من اي جهة رحم الله السنوار فقد عاش بطلا ومات شهيدا