توقفت بالسيارة فى إحدى إشارات المرور الطويلة بشارع زاكر حسين بمدينة نصر وقد اتضح أن الوقفة هذه المرة ستطول أكثر لوجود حادث تصادم فى نفس الشارع عندما لمحت من بعيد سيدة متسولة ممن يقبعن فى الإشارات متخذات من تلك الإشارات سكنا ووطنا. بدأت السيدة تتحرك بين السيارات الواقفة فى جولة جديدة من تلك الجولات التى تقوم بها عندما تتوقف الإشارة، وقد لاحظت أنها ترتدى جوانتى وكمامة من النوعية غالية الثمن. بصراحة كان معى جوانتى وكمامة من النوعية العادية فى تابلوه السيارة لم أهتم بارتدائهما منذ أن اشتريتهما لكن وقبيل أن تقترب منى السيدة المتسولة أسرعت لفتح التابلوه وسحبت الكمامة والجوانتى وارتديتهما بسرعة خوفا من أن تسمعنى السيدة كلمتين تأنيب أو توبيخ. حدث ذلك بشكل تلقائى تماما كما تفاجئك لجنة مرور فى الشارع فتسارع بشد حزام الأمان قبيل الوصول لها. المهم أننى عندما حان دورى فتحت شباك السيارة ومددت يدى باثنين من الجنيهات الورقية، فأحجمت المتسولة العجوز عن تناولهما فاعتقدت أنها تستقل المبلغ لكنى فوجئت بها تقول:-
– اعذرنى يا بنى أنا لا أقبل من العملات الورقية أقل من عشرة جنيهات أما لو عملات معدنية فلا بأس بجنيهين أو حتى جنيه واحد لا مشكلة فى أى مبلغ!
– لست أفهم يا أمى هل صدر قرار بمنع تداول النقود الورقية؟
– ألا تعرف أنها مصدر للعدوى من فيروس كوفيد نايتين؟
– قصدك كورونا يا أمى؟
– هذا هو الاسم الدارج ولكن الاسم العلمى لها كوفيد ناينيتن
– ما شاء الله تجيدين اللغة العربية والانجليزية أيضا؟
– معظم خدمتى كانت فى مناطق سياحية لكن كما تعلم السياحة الآن حالها توقف فاضطررت للعمل فى مستوى أقل من مستواى انت تعرف ظروف كورونا؟ عموما لا تغير الموضوع كيف لا