الإصلاح الديني يجب أن يكون مستقلًا عن الدولة حتي يكون هذا الإصلاح حياديًا، حتي لا يصبح فهم الدين الاسلامي شأن الكهنة والحكومة، يصيغونه كيفما يريدون، ليتحول إلى نقمة على الشعوب، وكان المواطن هو المستهدف من هذا الاحتكار والتسييس.
كان مبرر هو القضاء على النصوص الكاذبة والمتطرفة، وأي نصوص تتعارض مع تعاليم الإسلام، وتبرر ارتكاب الجرائم، والقتل، وأعمال الإرهاب.
لا خلاف عندنا كمسلمين أن السُنة النبوية جزء لا ينفصل عن الإسلام، لكن السُنة لا يمكن فهمها إلا في ضوء القرآن، وهناك فرق بين أن تكون مُسلمًا وأن تكون حديثيًا، أما مصطلحات أهل السُنة والجماعة، والشيعة، فليست إلا مسميات أيديولوجية حزبية، صبغت بصبغة دينية، تعود إلى عصر اقتتل فيه المسلمون على الدنيا، وعلى خلافات تافهة في الفكر. إن النبي عندما أمر باتباع سُنته، فهو لم يكن يخترع سُنة على هواه ورغباته، بل كانت سُنته من وحي القرآن، كما أن الرسول لم يكن إلا مُبلغًا لأوامر القرآن، التي هي أوامر الله مطبقًا لها، لكن الرواة، والكذابين، والأفّاقين حولوا سُنة النبي إلى سُنة طاعة الحكام، وركوب ملك اليمين، والقتل وإظهار النبي بصورة لا يتوقف عن الدعوة لحصد رؤوس المسلمين وغير المسلمين. إن السُنة التي يعرفها المسلمون هي سُنة لا خروج عن الحاكم، هي سُنة التكفير، وسُنة المرأة من حبائل الشيطان، وناقصة عقل ودين، هي سُنة الاعتداء على بلدان الغير بحجة نشر الإسلام، وهم في الحقيقة يبتغون وراء ذلك ملذات الدنيا، من البلاد المفتوحة من النساء، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، إن سُنتهم هي التي تحلل سفك دم المخالف، حتى لو كان من نفس الدين، ومن فضلكم لا تقولوا لنا أن لا إكراه في الدين، لأنكم تتسربلون بالقرآن كلما وجهنا أصابع الاهتمام ضدكم، ثم ما تلبثون تعودون إلى عادتكم القديمة في اختراع تشريعاتكم الأرضية، التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا فرق بين سُني وشيعي في هذا الأمر. الجميع يلفق، ويكذب، وينسب الأحاديث للرسول الأكرم، لينصر طائفته وآلهته البشرية التي لا يجوز انتقادها.