أنت..
يا حرقة المنتصفات..
كما دوما..
ما زلت أنزفك على أرصفة التوق..
فيضا من أوجاع..
وفيضا من أرق..
ما زلت أرسمك على وجوه المسافرين..
غربة قلب..
وفلاة منفى..
وصقيع روح على المفترق..
تأخذ بيدها الأنواء إلى شاطيء..
لا يفرق بين النجاة والغرق..
فسبحان من أسر النبض بين ثناياك..
ومنحك سحر العرافات دونما علم..
إلا تاريخا من خرافات سكن مخيلتي..
أحرق على تخومه خرائط طاقتي..
وشذ به انتظاري..
ملالة..
عن قاعدة القلق..
كم تجاوزها..
ياااا تلك التي..
ما زلت أحملها نسيجا من حنان في ياقات المعاطف..
حين يبللني الشوق..
ألتحف عطرك..
فربما تبتل ظامئات بين الضلوع..
من قبل مولد العناق بألف اعتناق..
وكل ذات اشتياق..
يُصلب جسد الصبر على خشبة الفقد..
وتُغمض جفونُ الليلِ على قذى حلم، ما انفك يعتنق الرحيل دينا..
ويدمن الغياب حد التماهي..
أنت..
يا سيدة تشعل أنفاسها جوف القصائد..
رغم أني ولدت مبتور الأنامل..
فكيف تعلمت أن تعانق جسد اليراع؟!..
كف مبتورة.
ومن أين نبتت..
كل فيوضات المعاني؟!..
وتلك الأبجديات المعذبة، في جوف محبرة ترزح تحت وطأة الافتقار..
ويراع..
تحيطه قيود الفاقة وسلاسل العوز..
وحناجر اللهفة تسكنها غصة حنين..
حتى ظُن بها الخرس طبعاً لا مصاباً..
تراها؟!..
إثر ضحكة اغتالت روح الصمت..
وشقت سكون الموت..
أو..
ربما نتاج سهم لحظ نافذ-ذات سهو-إلى الجهة الأخرى..
تلك التي تتساوي فيها مع الجسارة..
والجرأة..
كل مواقيت الميلاد والموت في آن..
ما أروعك..
يا سيدة تسكن بين خلايا المسافات..
فلا أرضٌ تحدها..
لا فواصل تحجبها..
ولا بينٌ..
أقال عثرتي منها..
لله أنت..
بنت قلبي..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..