الخطأ حتي وأن مر عليه الزمن يظل خطأ؛ وقبل أن ننظر إلي ظلم الراعي فلابد أن نعترف بخطأ الرعيّة.
الجميع أصبح سياسي مخضرم، ويتحدث في أحوال البلاد، ويبرز الأخطاء، وماهو الصواب، وما كان علي الراعي أن يفعل، وأن هذا مضر بأحوال البلاد، وهذا لا يجوز في حق الشعوب.
كيف اصبحت سياسي وأنت لا تعرف ماوراء الستار؟!
قبل أن تتحدث فلابد أن تكشف جميع الاوراق. تقرئها، تفكر، تتقن، تتحدث،
تترجم الواقع ولما كان الوضع الراهن هكذا، ولما فعل الراعي بالرعيّة هكذا، تجيب علي تساؤلات ذاتك أولا، ثم تفيد الآخرين. تشرح لهم الوضع تبرهن علي أفعال الراعي.
من الجيد أن تقرأ وتدرك حجم موضوعك قبل أن تتحدث به.
ولكن الجميع أصبح فلاسفه للواقع المعاصر. جميعهم أصبحوا يرون مالا يراه أحد؛ ولكن هذا ليس بالخطأ انما الخطأ الأعظم هو أنهم يتحدثون دون درايه بلا علم، والبعض منهم يساق وراء الشائعات والشعارات الكاذبه، والبعض ينطق عندما يمسه الضر. من الجيد أن تكون لديك النزعة الوطنية وتثور عندما يجار علي حقك. ولكن لابد أن تثور علي حق، علي علم فليس كل ماتسمعه أو تراه هو الحقيقة. فأذا لم تكن تلك هي الحقيقة الكامله فلابد من إعادة النظر في موقفك إذا سارت نفسك.
إذا نظرت إلي السماء فأنت تري القمر ينير السماء ولكن الحقيقة أن القمر جسم معتم يعكس نور الشمس. وهذا
يبرهن أن ليس كل مانسمع أو نري هو الحقيقة البحته.! ولكن مانقرأ، ونفتش، ونصل إليه هو الحقيقة لا تساق وراء الأكاذيب؛ حتي لا تضل وتضلل غيرك.
الحروب تقام علي الفكر. يمكن لخطوة واحده أن تدمر شعب ويمكن لها أن ترتقي بأمة بأكملها. والفارق هو كيف
كانت الخطوه، وما الأثر المترتب عليها.
لا تكن أحد الأفراد الدين لديهم قابلية التحريض، السذاجة أو سرعة التصديق، الحركية والخفة، المبالغة في العواطف سواء كانت طيبة أم سيئة، الذين يتشجعون بكثرة العدد، وكفى أن يُشار إلى الواحد منهم بقتل أو سلب لينساب انسيابا لا يُثنيه عنه شيء…
لأنه إن لم يأخذ العقلاء على أيدي الغوغاء، لغرقت سفينة الوطن ومن فوقها الجميع. يقول النعمان بن بشير: «يا يأيها الناس: خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا».