تحليل PCR هو عبارة عن تقنية تسمح بإنشاء ملايين النسخ المتماثلة للحمض النووي من عينة واحدة، وذلك لتضخيم الحمض مما يسمح للاطباء باكتشاف مدى معاناة الجسم من الأمراض والفيروسات المختلفة. يستطيع التحليل اكتشاف الفيروسات لأنه يحول الحمض النووي إلى أجزاء متناهية الصغر مما يساعد على ظهور الأمراض على عكس الكشف العادي الذي يعتبر سطحي مقابل التحليل.
منذ بداية الثمانينيات، ظهرت تقنية PCR وأصبحت تستخدم بشكل موسع في عدد من المعامل لعمل اختبار الأبوة وفي التحقيقات الجنائية.
كما استخدمت PCR للكشف عن أنواع السرطان، مثل سرطان الدم والأورام اللمفاوية قبل تمكن المرض من الجسم، إضافة إلى اكتشاف الخلايا الخبيثة والالتهابات والبكتيريا والفيروسات.
الطبيب يطلب هذا الاختبار لعدة أسباب منها اكتشاف الكائنات المسببة للأمراض وتحديدها بالضبط قبل أن تظهر بشكل واضح في الجسم، ومن أكثر الأشياء شيوعًا التي يتم طلب PCR من أجلها هي: فيروس الكورونا وفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الفيروسات وبعض الفطريات.
في اول جائحة الكورونا كان هناك اخطاء في طريقة اخذ عينة المسحة لكن الان الاخطاء البشرية غير مبررة. فحص الPCR الايجابي الخاطئ False positive نادر. هو يعني ان تكون نتيجة الشخص ايجابية (أي ان الPCR التقطت الRNA الخاص بالفيروس) فيما هو غير حامل للفيروس. حين يأتي فحص ايجابي فدقته ٩٥٪ وهذه نسبة ممتازة. الفحص السلبي الخاطئ False negative شائع أكثر، وهو حين يكون الشخص مريضاً انما يكون فحصه سلبياً. هناك عدة اسباب: كمية الفيروس غير الكافية التي تم سحبها خلال المسحة الأنفية أو توقيت الفحص (مبكر جداً أو متأخر جداً من المرض). نسبة حدوث السلبي الخاطئ حوالي ٣٠٪ وهذا ليس بقليل. حين يحدث كما هو حاصل الآن، أي أشخاص كانت فحوصاتهم ايجابية ثم عادت سلبية، هناك احتمال أكبر أن ما حصل هو سلبي خاطئ في المرة الثانية منه ايجابي خاطئ في المرة الأولى (نتيجة مشكلة في المسحة، كمية الفيروس التي تصبح أقل في المجاري التنفسية العليا مثلاً…). انما يبقى هناك احتمال حصول الايجابي الخاطئ كمشكلة تقنية. الفحوصات المستخدمة ليست نفسها في كل الدول، وهناك فحوصات افضل من غيرها خصوصاً لناحية الprimers المستخدمة.
المشكلة تحدث اذا كانت احد المواد المستخدمة للفحص كان غير صالحاً. مشاكل كهذه قد تحدث، احياناً بعض المواد تكون غير صالحة لخطأ في التصنيع، أو في الحفظ، أو منتهية الصلاحية، بالاضافة الى مشاكل قد تحدث في جهاز الPCR، أو طبعاً في البروتوكول نفسه من ناحية اختيار الprimers أو اختيار درجات الحرارة وأوقات التفاعل.
بكل الأحوال يجب تحديد السبب سريعاً، لأن فقدان الثقة بنتيجة الفحوصات وتباين النتائج من مستشفى الى آخر سيتولد عنه فوضى أكثر من الفوضى الموجودة أصلاً. وعوضاً عن اعادة الفحص كل يومين، يجب عزل الايجابيين وحتى السلبيين المخالطين لمدة كافية (ليست اقل من ١٠ ايام) قبل اعادة الفحص.
هل يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في ظهور نتائج خاطئة في تحليل PCR؟
يحدث ذلك أحيانًا، لأن تحليل PCR يركز على الدم والبروتينات ولهذا يسهل تأثره بمفعول بعض الأدوية التي يتم أخذها من قبل الشخص الذي يخضع للتحليل لاكتشاف الفيروسات ولكنها لا تؤثر عند اكتشاف الأبوة، ولذلك يتطلب أحيانًا عدم الحصول على أدوية قبل الخضوع للتحليل بهدف معرفة الأمراض.
من المعروف ان فحص ال PCR حساس جدً لدرجة انه يكتشف حتى رفات الفيروس الميت، وهذا ما يفسر بقاء النتيجة ايجابية لفترة طويلة. بمعنى انه اذا اتت النتيجة ايجابية فانت مصاب بالفيروس، لكن يبقى السؤال هل هذا الفيروس معدي ام لا؟
هنا يأتي دور ال cycle threshold ”قيمة الدورة المحدودة”.
ما هي قيمة الدورة المحدودة او الCT value؟
المعنى هو كم دورة تحتاج لتكتشف الفيروس مثلا. فاذا احتجت دورات قليله مثلا ٥ دورات معناه ان الفايروس متواجد بكثرة. ولو اذا احتجت دورات كثيرة مثلا ٣٥ دورة فالفيروس قليل وعلى الاغلب غير معدي.
بمعنى كل ما قل الرقم (عدد الدورات) زاد الفيروس والعكس. فحص PCR مثل ما قلنا حساس جدا ويستطيع التقاط الفيروس حتى ٤٠ دورة. واغلب الدراسات اظهرت ان الفيروس يكون معدي اقل من ٣٠ دورة تقريبا.
بمعنى ان لو كانت نتيجة PCR ايجابية وقيمة CT ٣٩ غير مهم ابدا. انت مصاب بالفيروس ولكنك غير معدي.
يبقى السؤال هنا هل هذه ال٣٩ في بداية المرض او نهايته؟
لذلك ينصح (خصوصا) للممارس الصحي ان يعمل مسحة ثانية للتاكد من قيمة الدورات اذا قلت فمعناه انه في بداية المرض.
وايضا ينصح الانتظار عدة ايام لعمل الفحص بعد التعرض/ مخالطة لحاله مؤكدة.
والسبب ان الفايروس يتضاعف بسرعه كبيرة وفي وقت قصير جدا.
هناك دراسة في مجلة جاما المعروفة توضح اكثر ان قيمة الدورة المحدودة او ال CT value مهمة جدا في معرفة ما اذا كان الشخص معدي او لا.
في الدراسة ٣٢ شخص كانت نتائج فحصهم ايجابية واحد فقط من كان معديا.
الخلاصة:
هذا الفحص مهم جدا للتشخيص بالمرض. فهو يخبرك اذا الفيروس متواجد في جسمك ام لا. هناك نوع اخر من الفحوص يكتشف فقط الفيروس المعدي.
viral cultures في معامل مخصصة لعزل الفيروسات المسببة للمرض وتُحقن هذه الفيروسات في خطوط خلايا مختبرية حية لمعرفة ما إذا كانت تسبب تلفًا للخلايا وموتها. وهو افضل طريقة لايقاف انتشار العدوى.