كتبت سامية الفقي
فى مثل هذا اليوم 14 نوفمبر تواكب ذكرى رحيل عمر لطفى، صاحب فكرة تأسيس النادى الأهلى، فى العقد الأول من القرن الـ17، حيث جاءته الفكرة أثناء رئاسته نادى طلبة المدارس العليا الذى أُنشئ عام 1905، لأنه اعتبر أن تأسيس نادى طلبة المدارس العليا سياسيًّا بالدرجة الأولى، ووجد وقتها أن هؤلاء الطلبة بحاجة لنادٍ رياضى يجمعهم لقضاء وقت الفراغ وممارسة الرياضة، فعرض فكرة إنشاء النادى على مجموعة من أصدقائه الذين تحمسوا للفكرة، وعلى رأسهم الزعيم مصطفى كامل، ليتم تأسيس النادى الأهلى عام 1907، ويعتبر النادى الأهلى أول نادٍ للمصريين فى مصر.
ولد عمر لطفى بك سنة 1867 بالإسكندرية، حيث ترجع أصوله إلى أسرة مغربية وفدت إلى مصر فى عهد محمد على باشا، واختار أن يكتب لنفسه صفحة مضيئة فى تاريخ الأهلي، حيث كان صاحب فكرة تأسيس هذا الكيان العريق.
وتنازل عمر لطفى بك عن شرف المنصب التاريخى لرئيس النادى الأهلي الأول لصالح الإنجليزى ميشيل إنس الذى كان مستشارًا بوزارة المالية آنذاك، لتيسير عملية الدعم المالى للنادي.
وعُقد أول اجتماع رسمى لمجلس إدارة النادى فى 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة بمنزل ميشيل إنس بالجيزة برئاسته وعضوية كلٍّ من إدريس راغب بك وإسماعيل سرى باشا وأمين سامى باشا وعمر لطفى بك ومحمد أفندى شريف سكرتيرًا، وتمت الموافقة على تأسيس النادي، وطرح إسماعيل سرى باشا خلال اجتماع الرسم الذى صممه للمبنى الرئيسى للنادى باعتباره مهندسًا معماريًّا.
كما أنه فى نفس الجلسة عرض عمر لطفى بك عقد الشركة، ووافق المجتمعون من المؤسسين على إنشاء الشركة، وهى شركة مدنية باسم النادى الأهلى للألعاب الرياضية، وطُرحت أسهم الشركة بقيمة 5 جنيهات للسهم، وقد كان هدف شركة النادى الأهلى عند تأسيسها جمع مبلغ 5000 جنيه، إلا أنه تم جمع 3165 جنيه على مدى عام، ولم يكن ذلك المبلغ كافيًا، مما دفع النادى إلى اقتراض 1000 جنيه من البنك الأهلى المصرى فى مارس 1908 بضمان عمر سلطان بك وإدريس راغب وطلعت حرب الذى ساهم بمائة جنيه فى إنشاء النادي، وقررت الجمعية العمومية للنادى التى كان رئيسها الأول شرفيًّا هو سعد زغلول وزير المعارف (وزير التربية والتعليم حاليًا) وقتها لأول مرة اختيار اسم (النادى الأهلى للرياضة البدنية).
وكان أمين سامى باشا أول من اقترح هذا الاسم، وتمّت تسمية الأهلى بهذا الاسم؛ لأنه نشأ لخدمة طلبة وخريجى المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، ولذلك نشأ وطنيًّا مصريًّا للم شمل الشباب المصري.
وعلى مدار التاريخ، نجح الأهلى فى تدوين اسمه بحروف من ذهب بين الأندية المصرية بل والعالمية، وبعدد كبير من البطولات نصب الأحمر ملكاً على منافسيه، حيث وصل عدد بطولات الأهلى إلى 137 بطولة خلال 113 سنة هو عمر القلعة الحمراء التى تأسست عام 1907.
وتوج المارد الأحمر بـ42 بطولة دورى عام، 36 لقبا ببطولة كأس مصر، 10 ألقاب سوبر محلى، 7 ألقاب بطولة السلطان حسين، 16 لقب دورى منطقة القاهرة، لقب واحد كأس الجمهورية العربية المتحدة، لقب واحد من كأس الاتحاد المصرى.
على مدار تاريخه الطويل جمع النادى الأهلى بين بطولتى الدورى والكأس 14 مرة، كان أولها فى موسم “1948-1949” أول موسم تقام فيه مسابقة الدورى، الذى توج به المارد الأحمر، ونجح أيضا فى الفوز بلقب كأس مصر على حساب الزمالك “فاروق أنذاك” فى الوقت الإضافى “3-1.”
فيما كان التتويج الأخير بالدورى والكأس معاً فى موسم “2016-2017” نجح الأهلى فى الجمع للمرة رقم “14” بين مسابقة الدورى والكأس بعد فوزه على المصرى “2-1” فى الوقت الإضافى بنهائى كأس مصر.