إن الخطاب الإعلامي هو صناعة ثقافية تتعاضد على تأسيسها وسائل متعددة يظهر ذلك في طبيعة الرسائل التي تتدفق عبر هذا الخطاب وسرعتها وطرائق توزيعها وكيفية تلقيها، الأمر الذي جعل من الإعلام محورا أساسيا في منظومة المجتمع، والخطاب الإعلامي يجمع في ثناياه بين اللغة والمعلومة ومضمونها الثقافي والوسائط التقنية لإرسالها عبر الزمان والمكان، وبهذا فإن الخطاب الإعلامي هو (مجموعة الأنشطة الإعلامية التواصلية الجماهيرية المتمثلة بالتقارير الإخبارية والمقالات الصحفية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وكل نتاج إعلامي تبثه وسائل الإعلام المختلفة).
يجب التسليم بأن الخطاب الإعلامي ممارسة اجتماعية متغيّرة، ويتعرض دائماً للتغيّر والتطور، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن نفهم أن الخطاب الإعلامي ليس شيئاً واحداً بل هناك عدد من الخطابات الإعلامية المتصارعة أو المتعاونة، كما أن هناك تداخلاً أو تعايشًا بين أكثر من خطاب، وتعكس هذه الخطابات المتداخلة حقائق اجتماعية متباينة ومصالح متعارضة، ومع ذلك فقد تحدث استعارات في المفاهيم والاطروحات في إطار محاولة كل خطاب أن يواكب الواقع ويحظى بقدر أكبر من التأثير الاجتماعي.
وشهد الخطاب الإعلامي تحولات عديدة، فمع بدايات نشوء الصحافة فعليا في عام 1609م، تطورت الرسالة إلى خطاب ينطلق من سياسة محدّدة وفكر محدّد يصدّران رسائل محدّدة للتأثير في القرّاء، حتى أصبح الخطاب الإعلامي جزءا لا يتجزأ من المنظور الثقافي للإنسانية. ومما لا شك فيه أن معظم الخطاب الإعلامي له غاياته سواءً كانت معلنة أو غير معلنة، لذلك فمن الأفضل تحليل عمليات الاتصال والإعلام من حيث التكوين، والملكية، ونظم العمل، وطبيعة الجمهور، والنظام السياسي، وللخطاب الإعلامي عناصر عدة منها:
• الأهمية: وهي تناول القضايا التي تهم الجماهير، وتمس احتياجاتهم.
• المعلومات الجديدة: من الضروري أن يضع المتحدث في اعتباره بأن الجمهور يتوقع منه معلومات جديدة، أو تصحيح لمعلومات قديمة لديه، ويجب أن تكون مبنية على الأدلة والبراهين لإقناع الجمهور بها.
• تناول القضايا المثارة والساخنة في الساحة: يكون الخطاب الإعلامي أكثر جاذبية وقبولاً إذا ركز على القضايا الساخنة في المجتمع، والمثارة في الساحة بكل شفافية ووضوح.
• تناول الموضوعات التي تحتاج إلى تفسير وشرح: هناك العديد من الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحتاج إلى شرح وتفسير المحتوى والمضمون من ورائها، لتسهيل عملية فهمها، وذلك لتكوين آراء ووجهات نظر بشأنها.
أما الثقافة في عمقها وجوهرها فهي هوية قائمة بالذات، وقد تتعدد الثقافات في الهوية الواحدة، كما أنه قد تتنوع الهويات في الثقافة الواحدة، وذلك ما يعبر عنه بالتنوع في إطار الوحدة، فقد تنتمي هوية شعب من الشعوب إلى ثقافات متعددة تمتزج عناصرها وتتلاقح مكوناتها فتتبلور في هوية واحدة.
ويمكن تعريف الهوية الثقافية بأنها (النواة الحيّة للشخصية الفردية والجماعية، والعامل الذي يحدد السلوك ونوع القرارات، والعنصر المحرك الذي يسمح للأمة بمتابعة التطور والإبداع مع الاحتفاظ بمكوناتها الثقافية الخاصة).
أما الثقافة الوطنية فتمّ تعريفها بأنها (محصلة لمجموعة من الروافد والتعبيرات المتضافرة والمتفاعلة والتي تؤدي في النتيجة إلى خلق ملامح وأشكال هي وحدها التي تعبر عن هموم وطموحات شعب معين في مرحلة تاريخية معينة، وهي وحدها التي تعكس المزاج النفسي والاتجاهات الحقيقية)، ويرتبط مفهوم الثقافة بالحضارةِ الإنسانية ارتباطاً وثيقاً يظهر في العديد من جوانب الحياة، وساهمت الثقافة في التأثير على الفكر السياسي والديني العام في الدول والذي انعكس أثره لاحقا على الحضارات الإنسانية بتعدد ثقافاتها وأفكارها في العديدِ من المجالات الفكرية كما حافظت الثقافة على كافة أجزاء المجتمع بسماته الحضارية والتاريخية والدينية والسياسية والاجتماعية من خلال المحافظة على الموروثات الاجتماعية والروابط الأسرية والإنسانية والعقائدية والوطنية.
ومن الخصائص الرئيسية للثقافة أنها من اكتشاف الإنسان كونها مكتسبة وليست موروثة، كما أنها تنتقل من جيل إلى آخر من خلال العادات والتقاليد، فضلا عن كون الثقافة قابلة للتعديل عبر الأجيال حسب الظروف الخاصة بكل مرحلة، وهناك علاقة وثيقة بين الهوية والثقافة بحيث يتعذر الفصل بينهما، والعلاقة بينهما تعني علاقة الذات بالإنتاج الثقافي، ومن المعروف أن أي إنتاج ثقافي لا يتم في غياب ذات مفكرة.
وصلنا الآن إلى محاولة الإجابة عن سؤالنا الرئيسي وهو: كيف يؤثر الخطاب الإعلامي على الهوية الثقافية الوطنية؟
لا شك أن هناك الكثير من القضايا المرتبطة بالهوية الثقافية الوطنية والتي تتأثر بالخطاب الإعلامي سلبا وإيجابا منها: الانتماء الوطني وهو أكثر مسألة مرتبطة بالثقافة الوطنية، إذ أن الخطاب الإعلامي إذا لم يكن موحدا ومتقنا فإنه قد يؤدي إلى تفكك وضعف الانتماء الوطني بكل أبعاده حتى في حالة وجود تمازج بين المكان والقيم والثقافة، كذلك يؤثر الخطاب الإعلامي في اللغة التي ترتبط بها الثقافة الوطنية والتي تشكل هوية أبناء البلد، إذ أن ثقافة كل بلد تكمن في لغتها، فاستخدام الخطاب الإعلامي لمفاهيم ومصطلحات ومناهج بعيدة عن لغة البلد من الممكن أن يؤدي كمحصلة إلى فرض طريقة مختلفة في التفكير والسلوك عن تلك التي تتسم بها الثقافة الوطنية.
بالإضافة إلى ما سبق فإن للخطاب الإعلامي أثره الواضح على منظومة القيم والأخلاق والعقائد، فهذه المنظومة تتأثر بما يؤسس له الخطاب الإعلامي ويسعى لنشره وإشاعته في الوسط الاجتماعي والشعبي من قيم وأخلاقيات وعقائد سواء كانت صالحة ونافعة أم فاسدة وضارة، وفي هذا الصدد رأينا كيف تغيّرت الكثير من القيم والسلوكيات والمتبنيات الفكرية لدى الشعوب بعد الثورة الرقمية والتي وظفها الإعلام لتحقيق أهداف وغايات منها نبيلة وأخرى ساعية لتفكيك المجتمعات وإضعافها.
مفهوم الخطاب الإعلامي الخطاب في أي مجتمع هو الممارسة الاجتماعية، وهو مجمل القول والفعل، ويقوم الخطاب الإعلامي بنقل هذه الممارسة الاجتماعية إلى الجمهور عن طريق وسائل الإعلام، ومما لا شك فيه أن معظم الخطاب الإعلامي له تحيزاته سواءً كانت معلنة أو غير معلنة، لذلك فمن الأفضل تحليل عمليات الاتصال والإعلام من حيث التكوين، والملكية، ونظم العمل، وطبيعة الجمهور، والنظام السياسي، وما تنتجه من خطابات للتعرف على مدى قدرتها ودقتها في نقل الواقع، وما الذي تخفيه أو تظهره، ولمصلحة من تعمل، وما هي استراتيجياتها.
أشكال الخطاب الإعلامي النص المكتوب: يتناول المتحدث بالخطاب المكتوب الهدف من هذا الخطاب، ويعالج فيه القضايا والمشاكل بطريقة منطقية، كما يساعد المتحدث على عرض الأفكار الأساسية بشكل مرتب ومنظم، كما يساعده على اختيار الكلمات الدقيقة والواضحة، كما يعتبر من أنجح أنواع الخطابات وأفضلها.
الارتجال بمفكرة: و هو عدم استخدام نص مكتوب بشكل كامل، ويكتفي بوضع مفكرة أمامه تحتوي على عدة نقاط أو محاور يريد الحديث عنها. الارتجال: وهو أن يرتجل المتحدث في الخطاب دون الاستعانة بأي نص مكتوب أو مفكرة،
حيث يجب أن يكون المرتجل متحدثاً جيداً، وملماً بكل جوانب الموضوع الذي سيتحدث عنه، ولديه القدرة على ترتيب الأفكار وتنظيمها.
قواعد وأسس الخطاب الإعلامي الوضوح: على الخطاب أن يكون واضحاً لفظاً ومعنى، وذلك من حيث سهولة الكلمات والجمل والعبارات، ليسهل فهمها لدى المتلقي، ويتحقق ذلك بالتركيز على الأفكار والحقائق والمعلومات المهمة والأساسية التي يعرفها المتحدث.
الحيوية: وهي اختيار الكلمات المشوقة الجاذبة البعيدة عن الجمود، لجذب المتلقين للخطاب. التنوع: وهو تنوع الجمل والفقرات والعبارات، بحيث تتضمن كل فقرة فكرة جديدة، ومعلومات جديدة. الاختصار: وهو الاختصار غير المخل بالخطاب، ويجعل المتلقي متابعاً ومنجذباً للخطاب من أفكار ومعلومات ومعانٍ بسهولة ويسر، وكما قيل في الأثر: خير الكلام ما قل ودل. شروط الخطاب الإعلامي تحديد الهدف من الخطاب الإعلامي.
تحديد الجمهور أو الفئة المستهدفة. تحديد لغة وأسلوب الخطاب المناسب حسب مستوى ثقافة الجمهور المخاطب. أن يكون أسلوب الخطاب جاذباً ومشوقاً. تحديد الوقت الذي ينبغي أن يستغرقه الخطاب.
مراعاة الآداب والأخلاق والذوق العام في لغة الخطاب، والبعد عن المهاترات والسب والشتم. عناصر الخطاب الإعلامي الأهمية: وهي تناول القضايا التي تهم الجماهير، وتمس احتياجاتهم، ورغباتهم، ومتطلباتهم عن قرب، والاستجابة لآمالهم وتطلعاتهم. المعلومات الجديدة: من الضروري أن يضع المتحدث في اعتباره بأن الجمهور يتوقع منه معلومات جديدة، أو تصحيح لمعلومات قديمة لديه، ويجب أن تكون مبنية على الأدلة والبراهين لإقناع الجمهور بها. تناول القضايا المثارة والساخنة في الساحة: يكون الخطاب الإعلامي أكثر جاذبية وقبولاً إذا ركز على القضايا الساخنة في المجتمع، والمثارة في الساحة بكل شفافية ووضوح.
تناول الموضوعات التي تحتاج إلى تفسير وشرح: هناك العديد من الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحتاج إلى شرح وتفسير المحتوى والمضمون من ورائها، لتسهيل عملية فهمها، وذلك لتكوين آراء ووجهات نظر من حولها.
الخطاب السياسي يعرف بأنه شكل من أشكال الخطاب المتعددة، ويستخدم من قبل فرد أو جماعة أو حزب سياسي معين، من أجل الحصول على سلطة معينة عند حدوث أـي صراع أو خلاف سياسي، وله أهمية كبيرة تعود على الجهة المستخدمة له،
وتكمن أهميته في أنه أداة ضرورية لاكتساب السلطة، ويتم اللجوء له من قبل القوى السياسية المختلفة، من أجل الوصول إلى المراكز العليا في السلطة، وكسب المشروعية على المحاولات التي تقوم بها الجهة المعنية.
يتميز الخطاب السياسي بأنه خطاب يقوم على عملية الإقناع و ماسك للجهة الموجه لها الخطاب، بالإضافة إلى تلقي القبول والاقتناع بمصداقيته، من خلال العديد من الوسائل والطرق ووسائل المدعمة بالحجج والبراهين، وجب أن يوظف الخطاب السياسي الوسائل اللغوية والمنطقية الصحيحة، وجمل تعبيرية تتناسب مع طريقة التواصل مع الأفراد، كالصور والموسيقى بالإضافة إلى استخدام لغة الجسد، مع مراعاة أن تتناسب مع الموقف والمقام الذي يتم إلقاء الخطاب السياسي على أساسه.
هدف الخطاب السياسي يتميز الخطاب السياسي بأنه خطاب يقوم على عملية الإقناع للجهة الموجه لها الخطاب، بالإضافة إلى تلقي القبول والاقتناع بمصداقيته، من خلال العديد من الوسائل والطرق المدعمة بالحجج والبراهين، وجب أن يوظف الخطاب السياسي الوسائل اللغوية والمنطقية الصحيحة، وجمل تعبيرية تتناسب مع طريقة التواصل مع الأفراد، كالصور والموسيقى بالإضافة إلى استخدام لغة الجسد، مع مراعاة أن تتناسب مع الموقف والمقام الذي يتم إلقاء الخطاب السياسي على أساسه.
وظائف الخطاب السياسي هناك العديد من الوظائف التي يقوم بها الخطاب السياسي وهي: وظيفة الخبر: من أهم وظائف التي تقوم على إيصال الخبر للجمهور بطريقة صحيحة ومقنعة. وظيفة المقاومة والمعارضة: يعمل بشكل أساسي على تقديم المعارضات والاحتجاجات على سياسية متبعة في المجتمع الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى مقاومة هذه السياسية والنظام المتبع من أجل تغييره والحصول على نظام آخر. وظيفة إخفاء الحقيقة: يساعد في إخفاء الحقائق وتزييفها، وتقديم حقائق أخرى غير الموجودة والمتبعة من قبل أفراد معينين.
وظيفة منح الشرعية أو نزعها: تقوم هذه الوظيفة على إعطاء السلطة لمجموعة معينة أو انتزاع السلطة من القائمين عليها. في الحالات التي يقوم بها الخطاب بأحد الوظائف السابقة، يعتبر خطاباً سياسياً بحتاً، وإذا خلا الخطاب من إحدى هذه الوظائف لا يمكن أن يتمّ وصفه بأنه خطاب سياسي.
خصائص الخطاب السياسي هناك العديد من الخصائص التي يتحلى بها الخطاب السياسي وهي: يقوم على المدح والثناء على سياسية معينة ومتبعة في المجتمع أو المعارضة والاحتجاج والانتقاد لهذه السياسية. الدفاع عن البرامج والاختبارات ذات الطابع السياسي التي يتم وضعها من قبل جهة معينة أو إيجاد برامج وطرق بديلة عن البرامج الموجودة والمتبعة. قد يكون هدفه بث التفاؤل والأمل بالمستقبل، أو يعمل على إيجاد رؤية سياسية مختلفة برؤية الخطاب من قبل الأغلبية. أن تتصف بنيته بالتماسك والترابط، والتي تستند على أيديولوجيا محددة.
اللغة المتبعة به لغة مائلة إلى صيغة الأمر. اعتماده بشكل أساسي على البلاغة؛ لأنّ الهدف الأساسي منه التأثير العاطفي على المستمعين. يتّصف بطوله وبتكراره للعديد من الجمل والكلمات، من أجل وصول الفكرة التي يهدف إلى إيصالها للجمهور.
إن استدراج المخاطَب ومحاكاة ضميره وعقلة بحسب الظروف هي هندسة سياسية لا يمكن الاستهانة بها. من الصحيح القول بأنه لا يضيع حق ووراءه مُطالِب. ولكن شكل المطالبة تتحول إلى عامل مهم في إضفاء الشرعية على المطلب أو سحبها عنه لأن الأسلوب ممكن أن يتحول إلى عامل قائم بحد ذاته، يقدم دلالات واضحة على مضمون المطالبة ومدى حقيقتها ومصداقيتها. إن مضمون الخطاب يستمد جزءا من معناه من خلال أسلوبه والفصل بين الاثنين هو ألاعيب تبريرية لا غير. كل فلاسفة الخطابة ادعوا بأن تماشي المضمون والأسلوب يقوي الخطاب ويدعمه إدراكيا وأخلاقياً وذهنياً.
إن هذا العمل الخطابي يأتي على أمل إقناع متخذي القرار التراجع عن نواياهم والانصياع للمبادئ الأخلاقية الإنسانية، التي يجب أن تكون البوصلة والمؤشر الأساسي لعمليات اتخاذ القرار. إن الإقناع والتأثير مهمان، وإلا لا منطق في العمل البرلماني من أصله. من أجل الإقناع يجب تطوير آليات الخطابة والتغلب على الحالة النفسية المقموعة التي تنفجر كل مرة تحاول أن توصل رسالتها ويتم اعتراضها. يجب استعمال ليس لغة قادرة على اختراق الخطاب المهيمن فحسب وإنما قادرة على طرح بدائل أخلاقية وإدراكية أكثر أفضلية.
لا نتحدث هنا عن معادلة سحرية أحادية وإنما عن توجه كان متوفراً في الخطاب السياسي العربي وما زال متداولاً عند بعض الذين بالرغم من أنهم كانوا يهدفون الاستفزاز في بعض الأحيان من أجل الحصول على صورة تلفزيونية إلا أنهم عملوا على تقديم رؤية بديلة لرؤية السلطة بواسطة خطاب حكيم ومقنع، آخذين بعين الاعتبار عدم إرادة القيادات المهيمنة في إسرائيل الاستماع لهم. إن اللغة المبدئية– النظرية أو التاريخية منها – القادرة على الاستعلاء عن الواقع الحيثي والعيني لتطرح تحديات أخلاقية وذهنية وإدراكية عامة يتم من خلالها ايصال الرسائل المهمة متكلةً على ذكاء المستمعين القادرين على تطبيق المبدأ المتحدث به على الحالة المقصودة، هذه اللغة هي الأفضل في حالات النضال وما الأمثلة التاريخية الحادة كما هو الحال مع مارتن لوثر كينغ جونيور ونلسون منديلا والمهاتما غاندي إلا مثال على ذلك.
هؤلاء عرفوا جيداً ولمسوا شخصياً بطش النظام السياسي الذي تحدثوا إليه وعرفوا بأن الضمير الإنساني غائب عن أغلبية الداعمين لذلك النظام، ومع ذلك حافظوا على خطاب عقلاني وأخلاقي.
لا يمكن لنا إلا أن نشير إلى هذه الشخصيات كأمثلة تاريخية للتغير السياسي الناجح بالرغم من قسوة الظروف وشدة وطأتها. نحن بحاجة وقادرون أن نتقن لغة كينغ ومنديلا وغاندي دون الوقوع في ألاعيب بهلوانية تمس بجدية نضالنا الإنساني كأصحاب حق لهم حقوق أو في استفزازات بالغنى عنها. إيصال الرسالة بأسلوب يخترق حواجز السمع عند المؤسسة الحاكمة وعند الأغلبية اليهودية وليس أقل أهمية في المؤسسات الدولية، هو في صلب العمل السياسي الوطني بآليات مدنية نحن بأمس الحاجة إليها اليوم.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان