باتت العلاقات الأسرية في عصرنا هذا من اشد العلاقات الاجتماعية تعقيدا ويرجع ذلك لعدة اسباب منها
أصبح لكل فرد من أفراد الأسرة الواحدة كيان خاص به وعالم مواز له ربما يجد نفسه فيه أكثر وهو عالم مواقع التواصل الاجتماعي
فمن الصعب الان اجتماع الأسرة الواحدة لمدة طويلة يتبادلون الحديث معا مما جعل الفجوة تزيد بين أفراد الأسرة الواحدة ليس ذلك فحسب بل كثرت المشاكل الزوجية والتي وصلت إلى حد الانفصال بين الزوج والزوجة نتيجة عدم التقارب بينهم وانشغال كل منهم عن الاخر، وربما يكون انتشار ظاهرة الطلاق من الظواهر التي تستحق الدراسة جيدا ولكن ليس هذا هو محور اهتمامي في هذا المقال
فأنا اريد ان اتطرق الي مشكلة اكثر تعقيدا وهي ما بعد الطلاق
نعم ان ما يحدث من مشاكل وخيمة بعد الطلاق تكون سببا في انهيار جيل باكمله
فنحن نرى كل طرف من الطرفين سواء كان الاب او الام يبدأ في اقناع الاولاد انه ليس هو السبب في انهيار المنزل او حدوث عملية الانفصال
ليس هذا فقط َلكن يبدأ كل منهما ان يظهر عيوب الطرف الآخر الشخصية أمام الأبناء
وهنا يبدأ الصراع الداخلي الذي يدور في اذهان الأبناء وكل واحد منهم يسأل نفسه إلى أي كفة اميل
وقد حدث امامي بالفعل احد الأبناء اختار ان ينحاز إلى كفة والده مبررا ذلك بانه هو من يمتلك الأموال واذا أظهر انتماءه لوالدته سيحصل على ما يريده من اموال من والده
وهناك من يقوم بدور العميل المزدوج حيث يظهر حبه لوالده أمامه ويتحدث عن عيوب والدته والعكس صحيح
وبذلك يكون لدينا جيل مشوه نفسيا تربى على النفاق من أجل الحصول على ما يريده
ويرجع ذلك الي انه وجد نفسه امام اثنين من الأعداء ولابد له من إظهار انتمائه لأى معسكر نعم فهي اشبه بالحرب الدائرة التي يدفع ثمنها الأبناء
وهذا ما اريد ان اصل اليه
اذا استحالة العيشة بين الاب والام فيجب الا تجعلوا أبناءكم طرفا في المشاكل دون أن تقصدوا
فقد مرت علي قصة تقشعر لها الإبدان
طالبة جامعية تتمتع بقدر عال من الثقافة والجمال حدث خلاف بين والديها جعلها تتحمل فوق طاقتها وكانت طرفا في مشاكل عديدة بين والديها
مما أدى بها في النهاية الي الوفاة
نعم توفت منة ابنة ال19 عاما لأنها لم تستطع أن تتحمل فوق طاقتها
رسالتي الأخيرة اذا استحالة العيشة بينكم حافظوا على أولادكم