كتبت سامية الفقى
قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن أعداد المصابين بكورونا في الموجة الثانية تتزايد، ولا ينبغي لناس أن تسأل الآن عن موعد الذروة وموعد كسرها، لأنه يجب الحديث عن ارتداء الكمامة أولًا.
واوضح أنه عند تحليل إحداثيات كورونا الموجة الأولى في مصر يتبين وجود تصاعد في أعداد الإصابات من مايو وحتى 19 يونيه، وهو اليوم الذي شهدنا فيه قمة ذروة كورونا في مصر في الموجة الأولى حيث سجلنا 1774 في يوم واحد، موضحًا أن ذلك كان سببه التقاعس الجماهيري الذي تمثل في غياب الكمامة في الأماكن العامة، وعدم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وغياب غسل الأيدي.
وأضاف بدران، أنه لوحظ في رمضان، وعيد الفطر المبارك الماضي الذي وافق يوم 24 مايو ، تزاحمًا جماهيريًا في الأسواق المصرية، إذ تبين بوضوح من خلال رصد غاز ثاني أكسيد النيتروجين كمؤشر للأنشطة البشرية، ورصد حركة السكان عبر الأقمار الصناعية، تزايد أعداد الإصابات كمرآة لغياب الوعي عن المواطنين.
وأوضح، أنه ارتفع التعداد اليومي للحالات إلى 510 يوم 17 مايو، و1127يوم 31 مايو، وواصل الارتفاع حتى الذروة يوم 19يونية إلى 1774، وهذا أكبر معدل يومي لكورونا في مصر حتى الآن.
وساهم الإعلام المصري في تجسيد الغضب الحكومي من هذا التسارع المخيف، مما ساهم في توعية المواطنين بخطورة الوضع حينها، يضيف بدران، مؤكدًا أن مصر شددت حينها قيود كورونا وممددت ساعات الحظر، ونجحت الدولة المصرية نجاحًا ساحقًا في السيطرة على كورونا التي استعصت على أمريكا وأوروبا، ووازنت بين قيود الإغلاق الجزئي والحفاظ على الاقتصاد ببراعة شهد بها المراقبون.
وأوضح، أنه بعد التزام المواطنين مرة أخرى بدأ المنحنى اليومي للحالات في الهبوط، وبدأنا شهر يوليو بـ1503 إلى أن وصلنا إلى أقل من 200 حالة جديدة يوميًا في بداية نوفمبر.
وأضاف طبيب المناعة:”واضح جدًا الآن غياب الكمامة في الشارع المصري، وغياب الالتزام بالتباعد الاجتماعي، ووجود سلوكيات فردية خاطئة مثل التصافح، و العناق، وتعدد لمس الوجه بأيدي غير مطهرة، وانتشار تدخين الشيشة والسجائر، هناك اعتقاد زائف عند البعض بأن فيروس كورونا بعيد عن الناس، والحقيقة أنه موجود في كل مكان تقريبًا في أغلب دول العالم حاليًا، والفيروس حتى الآن نجح في الوصول إلى 220 دولة وأصاب 77863815 من البشر.
وأوضح، أن هناك زيادة في معدل إصابات كورونا الجديدة في مصر منذ يوم 2 ديسمبر الذي سجل 421، ولا نعلم متى نصل للذروة، و يمكن للمواطن البسيط أن يكون له دور في الحد من اندلاع الموجة الثانية لكورونا بسهولة لو تعاون في تطبيق جهود الدولة المصرية في مواجهة كورونا.
وأشار بدران، إلى أنه لو لم يلتزم المواطنون بالتعليمات الوقائية يمكن لكورونا أن تندلع ويتكرر السيناريو الأمريكي أو الأوروبي، ونتمنى عدم تفاقم الأمور، والكرة الآن في ملعب المواطن، و عليه ألا يكرر الأخطاء السابقة.
وعرض الدكتور مجدي بدران، منحنى حالات كورونا اليومية في مصر، وواضح فيه على اليسار ذروة الموجة الأولى التي وصلت إلى 1774 حالة جديدة في 19يونيو الفائت.