مشروع تصنيع السيارات الشعبية الوطنية بدأ خلال القرن الماضي في عدة دول حول العالم
مثل سيارة الشعب Volkswagen في ألمانيا الغربية Beatle الخنفساء
أما في المانيا الشرقية DDR
كانت سيارات ترابانت trabant wartburg وفارتبورح اللذان انقرضا بعد ذلك واغلقت مصانعهم
وفي روسيا الشيوعية كانت سيارات لادا lada القوية بموديلاتها المعروفة نيفا وسمارا وسيارات R ( القردة)
كما في يوغسلافيا الموحدة صنعت سيارات zastava زاستافا ٥٠٠cc فقط
وفي الهند كانت سيارات tata nano ومنها تاتا نانو
وفي ايطاليا ظهرت السيارة الصغيرة فيات العقرب Abarth fiat.
والتي يستخدمها حاليا البابا فرانسيس بابا الفاتيكان
وفي فرنسا ايضًاً سيارات بيجو Peugeot السبع و سيتروين Citroen
وفي إسبانيا سيارات سيات
أما في مصر فقد بدأ الحلم بمائتين جنيه مصري فقط
كان يمكنك حينها شراء سيارة وطنية
بعد بدء مشروع تصنيع سيارة مصرية ( رمسيس ) Ramses
ومكوناتها من السيارة الألمانية NSU بنز من انتاج شركة النصر لصناعة السيارات “نصر” NASR
شركة مصرية لصناعة سيارات الركوب، تقع في وادي حوف بحلوان جنوب القاهرة،
إلا أنها كانت تصنع أيضا الشاحنات والنقل الثقيل،
وتعد أول شركة لـصناعة السيارات في مصر والشرق الأوسط.
أسست ضمن مشروع القيادة المصرية للزعيم جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو في ذلك الوقت
والمسمى “من الإبرة إلى الصاروخ” بهدف إنشاء مشروع قومي بنهضة صناعية كبرى في مصر والوطن العربي.
أنشئت عشرات المصانع في حلوان وشبرا الخيمة وكفر الدوار والمحلة ونجع حمادي في الصعيد
تأسست شركة النصر للسيارات سنة 1959،
وكانت هدف الحكومة المصرية تجميع السيارات في البداية ثم صناعة أول سيارة مصرية
،
تم إنشاء شركة النصر لصناعة السيارات بعد صدور قرار وزاري عام 1957 بتشكيل لجنة تضم وزارة الحربية ووزارة الصناعة؛ لإنشاء صناعة سيارات اللوري والأتوبيسات في مصر،
وأسند هذا المشروع إلى شركة دويتز آ.جي” “Deutz AG“،
وتم التوقيع على ذلك عام 1959، ثم صدر القرار الجمهوري رقم 913 في 23 مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات،
لتصبح ملكا للحكومة المصرية.
تم افتتاح خطوط التجميع في وادي حوف عام 1960،
وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات الركوب مع شركة NSU الألمانية وشركة فيات الإيطالية، والجرارات الزراعية مع شركة IMR اليوغسلافية والمقطورات مع شركة بلاوهيرد الألمانية،
وبلغت توسعات الشركة قرابة مليوني متر مربع تحديداً 1,660,000 م².
وتعتبر شركة النصر للسيارات من الشركات القليلة في الشرق الأوسط في إنتاج اللوري والأتوبيسات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب، وتطور إنتاج الشركة تطورًا كبيرًا بفضل العمالة الماهرة والمدربة عن طريق أكبر مراكز التدريب الألمانية.
وكان هدف إنشاء الشركة بمثابة مشروع قومي بنهضة صناعية كبرى تقوم على التبادل التجاري والصناعي والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والأيدي العاملة، استغلالًا لكل الطاقات وتدريبها لخدمة الوطن،
وبدأت الشركة بـ290 عاملًا حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة،
بالإضافة إلى العمالة في مصانع الصناعات المغذية للشركة.
عملت شركة النصر على تجميع سيارات فيات في مصانعها
وحازت على ثقة المصريين، وكانت أكثر السيارات مبيعا في السوق المصرية،
وظلت “نصر” تنتج السيارة 128 (أنتجتها فيات سنة 1969) بالتعاون مع شركة يوجو الصربية،
وأنتجت شركة النصر أيضا السيارة نصر شاهين
وهي موديل معدل في شركة توفاش “Tofaş” التركية من السيارة فيات 131،
وكذلك “فلوريدا” بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وهي نموذج معدل من سيارة فيات 128.
سيارات الركوب من النصر للسيارات
رمسيس II خلال الفترة (1960-1972)
نصر1100 / 1300 / 1600 / 2300 / 2600
نصر R 1100
نصر 128 (1972-2006)
نصر 125 (1980-1983)
نصر 131 (1983-1985)
نصر 133 (1979-1981)
نصر 127 (1980-1983)
نصر 126 (1990-1999)
نصر فيورا (1984-1987)
نصر ريجاتا (1986-1988)
نصر بولونيز (1986-1991)
نصر دوجان (1994-1999)
نصر شاهين (1994-2009)
نصر فلوريدا (2007-2009)
تطورت صناعة السيارات في مصر خلال 50 عامًا.
ويتم بيع أكثر من 200,000 سيارة سنويًا في مصر
وهي الآن ثاني أكبر سوق في إفريقيا
وتحتل المرتبة 42 في العالم،
حيث يبلغ إنتاجها السنوي أكثر من 70,000 سيارة. ويتم استيراد الباقي 130 ألف سيارة من الخارج كوريا اليابان واوروبا وامريكا
بعد العديد من الإخفاقات والنجاحات،
أصبحت صناعة السيارات المصرية أكثر تركيزًا على عمليات التجميع بدلاً من التصنيع
ومع بداية التسعينات، شجعت الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات،
وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر وقدمت عدة موديلات حديثة تلبي احتياجات المستهلك
مقارنة بما كانت تقدمه “نصر” من موديلات أوقف إنتاجها في مصانع فيات منذ سنوات،
حيث ظهرت ماركات أخرى مثل سوزوكي وهيونداي وبيجو بالإضافة إلى أوبل التابعة لمصنع جنرال موتورز مصر العاملة في مصر منذ نهاية السبعينات.
وفي ظل هذا التنوع الكبير والمنافسة الشرسة، تدنت مبيعات “نصر” بشدة مما أدى إلى زيادة الديون المتراكمة أساسا.
بدأت إجراءات تصفية شركة “النصر” للسيارات بسبب تراكم مديونياتها إلى 2 مليار جنيه،
وتم تقليص عدد العمالة من 10 آلاف إلي 300 عامل حيث قدمت الشركة ميزانياتها محققة خسائر 165 مليون جنيه،
وجاء تراكم مديونيات شركة النصر لصناعة السيارات
لسببين، الأول بسبب عدم توافر عملات أجنبية لإبرام اتفاقيات السيارات المراد تجميعها،
حيث كان المتبع حينها أن يتم فتح اعتماد مستندي بالعملة الأجنبية لدى أحد البنوك الوطنية،
وكان لا بد من سداد الاعتماد المستندي بالعملة الأجنبية،
ولم تتوفر العملة الأجنبية للشركة للسداد نظرا لأن مبيعاتها كانت داخل السوق المصرية،
كما أن سعر الدولار الأمريكي حينها كان أقل من الجنيه المصري،
ثم جاءت السياسات الاقتصادية عام 2005 لتحرير سعر الصرف مما أدى إلى عجز الشركة عن سداد مديونياتها نظرا للارتفاع السريع جدا لسعر الدولار،
أما السبب الثاني فقد كانت السياسات الخاطئة من الدولة بالتسعير الجبري للسيارة خلال فترة السبعينات وأوائل الثمانينات، حيث كانت الدولة تتبع السياسات الاشتراكية لتيسير حصول المواطنين على سيارة بما يتناسب ومتوسط الدخل للفرد في مصر،
وعلى سبيل المثال، فقد بيعت سيارة نصر 133 في أوائل الثمانينات بمبلغ 3000 جنيه مصري، في حين كانت تكلفة تصنيعها حوالي 5000 جنيه مصري.
بعد توجيهات مباشرة من الرئيس السيسي بإعادة تشغيل مصانع الشركة
اقر مجلس الشورى عودة شركة النصر للسيارات للعمل في عام 2013 تحت إشراف وزارة الإنتاج الحربي
وهو ما أعاد الروح وانضباط العمل لهذا الصرح الصناعي الضخم
وتوج مؤخراً بالتعاون بين الهيئة العربية للتصنيع مع الصين في تصنيع أول سيارة مصرية سعة محركها “١٥٠٠ سي سي” لتناسب الأسرة المصرية
وذات سعر تنافسي في السوق تقريبا ربع سعر السيارات الأخري
وذات جودة عالية تناسب الأجواء والطرق المصرية
وكذلك توافر قطع الغيار ومراكز الخدمة والصيانة بأسعار مناسبة.
وتحقق أخيراً حلم المصريين في أول سيارة مصرية