لا شكّ أن قضية محاربة الفساد تُعدّ القضية الأولى بالنسبة لجميع دول العالم سواء كانت دول متقدمة أو نامية، فالفساد بأشكاله المختلفة ظاهرة غير محبوبة لدى جميع الدول، والعالم كلّه يدرك أنّ قضية الفساد تؤرق السلم والأمن المجتمعيّ في العالم كلّه.
والدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس “عبد الفتاح السيسي” تولي قضية محاربة الفساد الاهتمام الأكبر؛ لما لها من مخاطر اقتصادية واجتماعية، فقد أكّد سيادته على قناعة مصر الراسخة بأنّ مكافحة الفساد وتغيير واقع القارة الأفريقية إلى الأفضل لن يتحقق إلّا بتكاتف الجهود وتعزيز الآليات الأفريقية لمحاصرة الفساد على جميع المحاور، لافتًا إلى أنّ الوطن أولى بكلّ جنيه يضعه الفاسد في جيبه.
وأوضح سيادته قائلًا: «الفساد لن يحارب بالخواطر ولا بالتوعية، الفساد يحارب بمنظومة كاملة لمجابهته بما فيها تحييد العامل البشري».
والدولة المصرية؛ لحرصها على مكافحة الفساد اتخذت على مدى السنوات الماضية العديد من الإجراءات التي غيّرت منظومة كفاح الفساد والتصدي له أينما وجد ومتى وجد؟ فوضعت استراتيجيات واضحة لمكافحة الفساد، مثل استخدام التكنولوجيا في إتمام المعاملات والحدّ من الاعتماد على العنصر البشريّ مما يزيد من الشفافية والكفاءة، وبناء منظومة البنية التحتية الرقمية وإنشاء منصة مصر الرقمية، وإعداد وتفعيل مدوّنات السلوك للعاملين في أجهزة الدولة، وعقد الدورات التدريبية المتنوعة للتوعية المجتمعيّة لهذه الظّاهرة الخطيرة، ومدى تأثيرها على المجتمع والأفراد، وتنمية دورهم في مكافحتها والقضاء عليها.
من جانبه أكّد الدكتور “مساعد عبد العاطي” المستشار بالنيابة الإدارية وأستاذ القانون الدوليّ العام أنّ مصر من أوائل الدول التي صدّقت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وكان ذلك في عام 2005، ثم تعاطت مصر مع كلّ المؤتمرات الدورية التي تعقدها منظمة الأمم المتحدة أو التنظيم الدوليّ الخاصّ لمكافحة الفساد ، ودائمًا مصر لها حضور في مثل هذه المؤتمرات الدورية وتقدّم فيها كلّ الرؤي والإجراءات القوية في مكافحة الفساد، والتصدي له.
لافتًا إلى أنّ الرقابة الإدارية تتلقي كلّ التوصيات والرؤي التي ترسل لها من الهيئات الحكومية والوزارات سواء ما يتطلب منها تعديل تشريعيّ لمكافحة الفساد أو ما يتطلب إصدار تشريعات جديدة أو دمج تشريعات، أو إصلاح مؤسسيّ في بعض الجهات؛ لغلق منافذ الفساد.
وقال اللواء “نصر سالم” المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: الرئيس “عبد الفتاح السيسي” بنفسه يتابع مع الأجهزة الرقابية كيفية القضاء على الفساد والتصدي له، ويجب على الشعب كلّه أن يتكاتف معه، وهذا العمل ما كان له أن ينجح لولا تكاتف الشعب.
من خلال ذلك تبين العزم المصريّ الصادق في القضاء على الفساد بكافّة أنواعه وصوره، وسوف يصل هذا العزم الصادق إلى هدفه ومبتغاه بتكاتف الجميع حول تحقيقه.
عميد كلية الآداب جامعة قناه السويس