في تصريح متوقع قال الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن ان بلاده مستعدة لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر ودول الخليج ، فيما
سار وزير خارجية التركي مولود تشاويش اوغلو على نفس النهج ، وكما يقال ” سحب عالناعم ” مع العرب ايضا ، من خلال تصريح سابق له حول قبول تركيا التفاوض مع مصر حول ترسيم الحدود البحرية ، وانه يحترم سياسة مصر البحرية التي تحترم حقوق الدول الاخرى .
في ذات السياق السفير التركي لدى الدوحة محمد مصطفى كوكصو ، اعرب عن تفائله بتكريس علاقات جديدة لبلاده مع ام الدنيا .
يبدو من الواضح ان الرئيس التركي اردوغان ، بدأ يستوعب فكرة ان كل الطموحات العثمانية التي تملأ رأسه ، ما هي الا اوهام ، وان العرب برمتهم يرفضون التدخل التركي في شؤونهم ،هذا التدخل الذي تجاوز كل الحدود والأعراف الدبلوماسية بين الدول ، عندما سمح اردوغان لنفسه بان يرفض عزل المصريين لمندوب جماعة الإخوان الإرهابية محمد مرسي ، وكأنه ينصب نفسه وصيا على المصريين صناع التاريخ وأصحاب الجغرافيا وارادتهم ، ناهيك عن تدخله السافر في المنطقة العربية ، من خلال احتضانه ودعمه للميليشيات الارهابية المسلحة وعلى رأسها داعش ، وكلها تنتمي لفكر عصابة الاخوان الارهابية ، التي ارتكبت الكثير من الجرائم بحق المدنيين واماكن العبادة لتقويض امن المنطقة لصالح الوهم العثماني الجديد..
اليوم وبعد مواجهة العرب بقيادة مصر والسعودية لاوهام اردوغان وسياساته ، التي ارتدت الى نحر بلاده في الجانب الاقتصادي ،حيث تعالت الاصوات العربية لمقاطعة المنتجات والسياحة التركية وانهيار الليرة التركية وعجز الحكومة عن مواجهة هذا الانهيار ، لانه يرتبط بسياسات اردوغان ودعمه للميليشيات المسلحة والمرتزقة في الوطن العربي .
ومن الواضح الان بروز اصوات تركية كثيرة تندد بسياسات اردوغان، وخصوصا بين النواب والاحزاب ومجتمع المصدرين والمنتجين الذين اصبحوا يستشعرون خطورة سياساته الرعناء على اقتصاد تركيا القومي ، لذلك تصاعدت المطالبات التركية داخليا لاردوغان بمراجعة سياساته الانتحارية في الوطن العربي.
من هنا بات من المؤكد انه لا غرابة ولا دهشة من تصريحات الرئاسة التركية والمسؤولين الاتراك المتزلفة لمصر والخليج العربي ، لان اردوغان بات على قناعة بان مشاريعه في الوطن العربي قد فشلت ،وان “الخض في الماء لا ينتج زبدا ” ابدا
ان هذه المواقف التركية الاخيرة التي تأتي نتاجا لفشل عسكري واضح ومؤكد للسلطان العثمانلي الجديد في ليبيا وشمال شرق سوريا وشمال العراق ، بل انها نتاج انهيار اقتصادي تركي مريع بسبب السياسات الاردوغانية في المنطقة والتي سيستتبعها مستقبلا القبول بشروط مصر والسعودية ، وتحديدا شرط تسليم الارهابيين المتهمين بارتكاب جرائم مقيتة في مصر وباقي الوطن العربي ، وهو ما اراه قريبا جدا ، لان اردوغان الان في “خانة اليك” مهما حاول ان يكابر ويتظاهر بانه قوي ، لكنه مقتنع في قرارة نفسه بان لا مناص من الاستسلام والتراجع امام الارادة العربية الجبارة .
باختصار اقول ان تصريحات المسؤولين الاتراك ما هي الا اعلان واعتراف بالهزيمة المنكرة امام العنفوان العربي ، بل إنها نسخة جديدة ومطورة من اساليب رفع الراية البيضاء والاستسلام ،،نعم على ما يبدو ان اردوغان قرر ان يحفظ ماء وجهه ليتراجع الى الخلف كثيرا ،،لكن اترك لكم سؤالا مهما برسم الاجابة،، انه في حال حصلت المصالحة بين تركيا ومصر والخليج العربي كيف سيكون موقف حريم السلطان في الوطن العربي ؟؟