*هكذا.. أصبح المستحيل ممكنا بفكر حضاري رائق وتعاون شامل جامع
*الآن كلنا مسئولون عن كل قيراط أرض وأيضا مطالبون بحل أزمة البطالة والإسكان ونمسك بأيادينا خيوط التعامل مع الصحة والتعليم
*التجارب المتتالية تؤكد: الوفاء ليس عملة نادرة وهو نفسه من أهم دعائم الاستقرار
*أناس لا يموتون.. بل يشاركون في البناء والتعمير
*ردود فعل أمريكية “مائعة” على قصف الأبرياء بالصواريخ والطائرات المسيرة
*حكومة مدبولي تنال الثقة.. لتصبح المسئولية أكبر وأعظم
*اللبنانيون يعقدون أزماتهم أكثر وأكثر
*والتوانسة ما من سبيل أمامهم سوى التخلص من ميليشيات الإرهاب الإخوانية
نحن لا ننكر أننا طالما حلمنا بعاصمة جديدة.. عاصمة تساير التطور.. وتتمشى مع متغيرات العصر التي لا تهدأ.. لكن سرعان ما كانت تتحول تلك الأحلام.. إلى خيالات باهتة.. وظلال لا تنم عن التفاؤل.. ولا تتفتح تباشير الأمل..!
في نفس الوقت كنا نسمع ونرى عن بلدان عديدة ربما أصغر أو أقل حجما.. أو أضعف تأثيرا.. أقامت عواصم جديدة أنفقوا على بنائها وتشييدها وتزويدها بآخر مقتنيات التكنولوجيا.. مليارات الدولارات وكان أهلها سعداء بما يفعلون.. ويتباهون بما أنجزوه .
الآن.. من حقنا نحن أن نفخر.. وأن نتباهى وأن ندع البسمات ترتسم على شفاهنا بكل حرية.. وحب حيث إن الحلم الذي سبق أن تخلى عنا.. أو نحن الذين تخلينا عنه أصبح حقيقة واقعة.
ها هي العاصمة المصرية الجديدة.. تقترب من الظهور.. على العلن.. تضم الملايين وتحتضنهم وهم في دواوين عملهم.. وفي بيوتهم وفي الشوارع الفسيحة.. والميادين المتألقة.. نهارها نور وشعاع.. وليلها قمر مضيء ساطع.
العاصمة الجديدة تلك التي أنبأنا عن اقتراب طلعتها الرئيس عبد الفتاح السيسي.. حيث قال إن افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة يمثل إعلان جمهورية جديدة.. وميلاد دولة جديدة.. وأضاف الرئيس: الموضوع ليس “مباني” بل إنه تطوير كبير جدا في شتى المجالات.
إحقاقا للحق.. فإن المصريين يثبتون بين كل يوم وآخر أنهم قادرون على تحويل المستحيل إلى ممكن وما كان خيالا بالأمس بين ثنايا عقولهم..أصبح واقعا ملموسا تستشعره الأيدي وتتلاقي عنده الأكتاف والظهور.. وتتعانق الأعناق بالأعناق..
لذا.. فأنا شخصيا أحسب أن كل واحد فينا أصبح تواقا من الآن للذهاب لعاصمة بلاده الجديدة التي نحن موقنون بأننا سنرى تحت سمائها التنظيم المحكم والإدارة الكفأ.. والصحبة الطيبة حيث يعزف الجميع مفردات مشتركة ليس بها نشاز من قريب أو من بعيد.
المهم.. والأهم.. أن نحافظ عليها وأن نحميها من العابثين.. ومن قوى الشر التي تستشيط غضبا وحقدا.. كلما ارتفع صرح جديد..فما بالنا ومدينة متكاملة متعددة الصروح.. متآلفة الاتجاهات والتوجهات..!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن هذه العاصمة وغيرها من الإنجازات والمشروعات العملاقة ما كان يمكن أن تتم بدون تلاحمنا مع بعضنا البعض.. وإيثارنا وتضحياتنا وتغليب العظيمة مصر لتكون فوق رءوسنا.. ونحن الذين نكد ونكدح ونعمل ونصبر من أجل خاطر عيونها.. التي نرى فيها الآمال العظام.. وأطياف التفاؤل التي تجعل للسعادة مذاقها الخاص.. سعادة مصرية مائةx المائة.. تمزج المجد التليد.. والتراث الخالد.. فضلا عن جمال الحضارة وتألق المستقبل.
بالله عليهم.. أي شعب في هذا العالم يستطيع الوصول إلى تلك التوليفة المبهرة سوى شعب مصر..؟
وما دمنا قد اتفقنا واعترفنا بأن التلاحم أفضل وأقصر السبل إلى المستقبل المشرق فنحن انطلاقا من هذا المفهوم نقول إن من حق هذا الشعب أن يجد أبناؤه فرص عمل حقيقية ومتنوعة وأن يلقى نفس هؤلاء الأبناء رعاية صحية متكاملة.. وتتماشى معهم.. عملية تعليمية متطورة.
نعم.. ربما تشهد أزمة البطالة تراجعا بطيئا لكن هذا لا يكفي.. بل هناك فرق بين فرصة العمل الحقيقية والدائمة.. وفرصة العمل المؤقتة.. والتي تجبر صاحبها على القبول رغما عنه حتى يتم تصحيح الأمور كلها تصحيحا جذريا.
نفس النظرة تمتد لتشمل قضيتي التعليم والصحة.. وبالنسبة للتعليم فنحن نقطع في مسيرة إصلاحه خطوات جادة وفاعلة أما الصحة فما يبذل في سبيل إرساء قواعدها على أسس سليمة وعلمية يشار إليه بالبنان في الداخل والخارج.. ويكفي أن مصر تعد البلد الوحيد الذي نجح في القضاء على فيروس سي.. قضاء مبرما.. وهي البلد الذي حدد سبل الإصلاح الصحي بمراحله المختلفة من أول الأطفال حديثي الولادة وحتى التخرج في الجامعة.. وكلها موثقة بخرائط وبيانات علمية.. ورسوم بيانية ودراسات مقارنة وتلك كلها عناصر تعمق أحاسيس الطمأنينة في قلوبنا يوما بعد يوم.
ثم.. ثم.. لأن السلسلة متصلة الحلقات-كما أشرت من قبل في مقالات عديدة- فإن الحفاظ على الأرض الزراعية يدخل في إطار المسئولية الفردية والجماعية سواء بسواء..
إن تقليص المساحات المزروعة بخيرات الله.. يعني الحد من القدرة على التغيير أو الانتقال إلى عالم أكثر حداثة ..
ولعلنا الآن ننتبه إلى ما ذكره الرئيس السيسي أول أمس حول خطورة الاعتداء على الأرض الزراعية لأن هذا الاعتداء يؤدي ضمن ما يؤدي إلى نقص في مصادر طعامنا.. وشرابنا.. مما يعطل في النهاية من جذوة تلك الانطلاقة التي أصبحت غايتنا وغايتنا الكبرى.
الآن .. اسمحوا لي أن نتوقف من خلال هذا التقرير أمام سمة من سمات الإنسانية أو التي يفترض أن تكون كذلك.. وهي سمة الوفاء..!
نعم هناك.. من يقول إن الوفاء أصبح عملة نادرة.. وآخرون يؤكدون العكس في إصرار بالغ على أنها سمة تختلف من إنسان إلى إنسان حسب ظروف كل شخص.. الفطرية والبيئية والسيكولوجية والدليل أن مصر تتخذ من الوفاء درعا حاميا لتاريخها وتقاليدها وقيمها التي تدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة ..
ولا شك أن احتفالنا بيوم الشهيد يعد صورة حية للوفاء بأجلى معانيه.. لقد استثمرت أفضل استثمار.. وصف الحق سبحانه وتعالى للشهداء.. حيث قال إنهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله..
ولا أكون مبالغا إذا قلت إن شهداءنا من الجيش والشرطة والأطقم الطبية إذا كانوا قد انتقلوا إلى جوار رب العزة والجلال.. فإنه انتقال جسدي فقط.. أما أرواحهم فهي تطوف معنا وتحلق بجانبنا ونحن نعمر ونشيد دولتنا العصرية الجديدة.. فالضابط الشهيد أو الجندي الشهيد.. أو الطبيب الشهيد.. كلهم يعيشون حياة أبدية تتدفق الأنهار من حولهم وقد تدلت من أشجار الجنة.. العنب.. والبلح والرمان.
لذا.. لا تتعجبوا وأنتم ترون أبا يقدم ابنه الثاني أو الثالث لجيش بلاده أو شرطتها رغم استشهاد الابن الأكبر أو البكر.. لأن هذا الأب وغيره كثيرون يعرفون جيدا أين ذهب أولادهم .. وكيف أنهم سيأخذون بأياديهم يوم القيامة ليفتحوا لهم أبواب الجنة التي سيعيشون فيها خالدين يذكرون الله ويحمدونه سبحانه وتعالى على ما قدمه لهم من خير وفير.. وقصور من لؤلؤ مفروشة بالسندس والاستبرق.
أعود لأكرر مطالبا إياكم بألا تستغربوا لهذا الأب على ما فعله لمصر هو وزوجته وابنه لأن ما حظي به الشهيد من تكريم في الدنيا يقابله تقدير آخر أعظم شأنا في الآخرة.
والآن.. تعالوا نعبر المحيط الأطلنطي لنصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة سريعة نتوقف خلالها عند أسلوب الإدارة الجديدة في التعامل مع أبلغ الأزمات تعقيدا.. مكتفية بتصريحات “مائعة” لا تتفق مع الحدث..!
مثلا.. الحوثيون يطلقون ليل نهار صواريخهم على المملكة العربية السعودية.. لتطال أهلها الآمنين المسالمين الماكثين في ديارهم.. فماذا يكون رد الفعل الأمريكي..؟!
ببساطة شديدة تخرج المتحدثة باسم البيت الأبيض معلنة عدم رضاء الرئيس عما يجري ومطالبة الحوثيين بعدم إطلاق الصواريخ..!
هكذا بكل بساطة.. لذلك.. ما إن صدر هذا التصريح “المائع” حتى أطلق الحوثيون دفعة صواريخ جديدة في حماية الطائرات المسيرة موجهة إلى ذات الأهداف.. ليسود الصمت البيت الأبيض والبنتاجون .. ومقر وزارة الخارجية الشهير في قلب العاصمة واشنطن..
ومرة أخرى عودة إلى المحروسة حيث حظيت حكومة د.مصطفى مدبولي بتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي مما يؤشر باستمرارها حتى إذا حدث تغيير جزئي فلن يطال سوى وزارات بعينها لم يحقق أصحابها النتائج المأمولة وإنصافا للحقيقة فإن دكتور مدبولي يبذل جهدا ملموسا في حسن الإدارة وفي المتابعة وفي تحديد الأولويات وكلها عناصر إيجابية تضاف إلى رصيده.
ولأننا أمة تتمنى لجيرانها وأشقائها الخير والأمان والاستقرار فنقول للبنانيين أنتم للأسف ترتكبون نفس الأخطاء التي وقع فيها كثيرون قبلكم فكانت النتيجة أن انفجرت مجتمعاتهم من الداخل وأصبح أناسها لقمة سائغة في أفواه الطامعين.. والمستغلين..
يا سادة في لبنان أيها الجيران والأحباب إن بلدكم حاليا أصبح محاطا بأخطار كثيرة وليس معقولا أن تزيدوا أنتم نيران هذه الأخطار اشتعالا بمظاهراتكم التي تغلقون بها الطرق.. وتتيحون الفرص لمعتادي الإجرام لكي يعتدوا على الأملاك العامة والخاصة.
تأكدوا أن هذه المظاهرات أو الاحتجاجات أو قطع الطرق سوف تكون ذريعة لأصحاب المصلحة الخاصة لكي يلتفوا حول الحقيقة فتتمزق خيوطها ويعم الظلام رويدا رويدا لتدفعوا أنتم الثمن.. ربما في وقت لا تجدون فيه ما يمكن أن تسددوه.
كذلك.. “الأخوة التوانسة”.. الذين يتلاعب بحاضرهم ومستقبلهم.. نفس جماعات الإخوان الإرهابية التي تمارس ضغوطا مشبوهة داخل البرلمان وخارجه وبين جنبات النقابات ثم وصلوا للشوارع فاحتلوها وأخذوا يفرضون سطوتهم وجبروتهم على الجماهير التي فاض بها الكيل .. بعد أن تعطلت شئون حياتهم وفقدوا وظائفهم وهرب السياح قبل أن يجيئوا.. فإلى متى..؟!
الإجابة في اختصار.. لم يعد هناك المزيد من الوقت فإذا لم تبادروا بمحاصرة الكارهين.. والمتطرفين والساعين لتمزيق الصفوف فسوف يكون العلاج فيما بعد.. صعبا وصعبا للغاية.
و..و..وشكرا