بمجرد أن تتدارج الجملة لأسماعنا قد يتراء لأذهاننا مفهوم الغيرة بين الازواج او الاحبه ولكن هذا الأمر قد يبدو اسهل بكثير عن المقصد فى هذا الموضع الذى هو الغيرة بين الزملاء فى العمل .
فربما غيره الأزواج والأحبه تنتهى بهديه او مجرد بعض كلمات العتاب والموده التى تدعم الثقه وذالك لان غيرة الأحبه ما هى الا تعبير عن شدة الحب والاهتمام فهى غيرة صحيه ومطلوبه بحدود .
ولكن زميل العمل الغيور قد يصير مصدر دائم للإزعاج والتعجيز عندما يبتعد عن مفهوم التنافس المطلوب لصالح العمل الذى يثيره نجاحك فيتسابق الآخرون ببذل الجهد للإلحاق به وإنما يمتد الأمر لتكوين عداوات غير مبرره ويزداد الأمر بشكل واضح بين النساء قد تصل الغيرة من موظفة متميزة حد اغتيال الشخصية تمامآ وفقا لدراسات وتشعر موظفات وخاصة المتميزات منهن والمتفوقات في مجال اعمالهن بالغيرة القاتلة التي ترسمها نظرة غريبة من احداهن او تصرف مستهجن او كلمة جارحة بقصد النيل منها ومن نجاحها والتي تصدر غالبا ممن عرف عنهن عدم القدرة على الانجاز والابداع وغياب الكفاءة مقارنة بالموظفة المتقدمة التي غالبا ما تثير حفيظة الاخريات ليبدو الحس الانثوي الكامن اكثر وضوحا بالتصرفات المعبرة عن الغيرة والتى يكون الدافع الأساسي لها والغير معلن هو ( ألانا ) وحب الذات المرضى الذى يشعل فتيل النار ( نار الغيرة) التى تطيح بجو العمل لجيم ربما لا يتحملة البعض ويسعى جاهدآ للإفلات من العمل باكمله للابتعاد عن هذه المعاناه المميته.
ويفتضح امر الزميل الغيور بكل ببساطه فهو يبدء دائمآ بالمقارنات التى يحاول بها إثباته للمحطين بانه الأفضل او بمحاولة التقليل من الأخر وانجازاته وعادتآ ما يلتصق هذا الأمر بضعاف الشخصيه وقليلى المهارات ومنعدمى الثقه بالنفس .
فما من قوى عزيز قوم مؤمن بنفسه الا وكان متواضع خلوق يحب الخير والعمل الجماعى ويلتفت لتوجيهات الاخرين بكل محبه حتى وإن كان عالم ذرة ، وشيخنا الجليل الشعراوى رحمة الله عليه اكبر مثال حينما احتفى به طلاب الجامعة فرفعوا سيارته حاملينها بايديهم تعبير عن حبهم لم يتدارك النوم لعينه إلا وذهب وقام بتنظيف المراحيض فى جامعتهم بنفسه.
من نكون نحن منه ؟
وأيقونة الإنسانية الدكتور العالمى مجدى يعقوب الملهم لعقول فريقه بتواضعه وتقديره للعمل الجماعى فهو لا يترفع عن مقابلته لعامل بسيط ليطمئنه على ابنه. فالتواضع صفة عظيمة لايقوى عليها إلا من وصل للسمو النفسى لاعلى درجاته. وخلق كريم لا بصداقة إلا ذو الأصل الكريم ولهذا مدح الله المتواضعين فقال: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ الفرقان ٦٣
وحينما أراد الله أن يرسل نبى لم يأتى بملك وإنما اصطفاه بشر ياءكل الطعام ويمشى فى الأسواق ليكون لنا فيه أسوة حسنه .
الاذكياء هم من يعلمون جيدآ ان كونى فرد عادى فى منظومه قويه افضل بكثير من كونى رئيس او مدير فى منظومه ضعيفه فمن غير العقل او الصالح التقليل من الاخر فتفخيمك لزميلك ولمديرك ولمؤسستك هو تفخيم ضمنى لذاتك .
والموضوع ليس بالهين ولا نهول من الأمر اذا وصفناه بالكارثى ولابد من إجاد خطوات للحلول والتعايش .
وكى نقف على الأمر علينا الاعتراف بأن كل منا يرى نفسه ضحيه ولذالك المبدء الأساسي للعلاج ان تبدء بنفسك .
إذا كانت لديك القدره على الاعتراف بانك تشعر بالغيره ولو بقدر بسيط فها انت قد وقفت على بدايه امتلاكك لادواتك .
عليك ان تبدء بنفسك وتصلح منها اولا” عليك ان تتواضع وان تشعر من حولك بالدفء والاهتمام وإبراز إنجازاتهم ونجاحاتهم ووضعها تحت المجهر .
عليك ان تيقن ان رزقك لن ياءخده غيرك فلا تقلق وافتح لغيرك أبواب الرزق فكما تدين تدان .
واجهه شعورك بالغيرة تجاه جهود زميلك ببذل مجهود لا بتقليل ولا بالوشايه ولا بالمقارنات الهدامه .
إظهر التقدير والاحترام لسائر زملائك وبالأخص من تشعر من تجاهه بنار مشتعله .
ولمبدأ المعاملة بالمثل عليك الثناء على رئيسك ليس فى حضوره وإنما فى غيابه ليكون درس ضمنى لمرؤسينك ان يبادلون ذالك الاحترام .
واعلم جيدآ ان رد الإساءة بالإساءة سهل ولكنه غير مجدى ويزيد من البغض الذى يدفع بالمنظومة بأكملها للقاع .وان مهادنتك لزميلك الحاسد او قبول مهادنته دليل على قوتك وان ذكرك لمحاسنه دليل على تفوقك وارتفاع شاءنك فمن شيم الأخلاق ذكر الفضل لأهله .
تصدق على زميلك الحاقد بالابتسامة فهى خير الصدقه فى هذا الموضع فبها تعفى نفس من غضب الله بكسر سم حقدها وحسدها .
تصدق على زميلك الحاسد الحاقد ببذل مجهود مضاد لبغضه من ثناء ومدح له امام القيادات والتماس الأعذار له فإن لم تكسب وده ستكسب احترام الجميع والأهم ستكسب رضا الرب .
عليك ان تكون صانع للأحداث وليس مجرد متلقى ويكون ذالك بمدى تاءثيرك فى الاخرين وفرض مبادءك على الجو العام بكل حرفيه كأن تدعم الاخرين وتحفزهم ففى هذا كبح جماح الغيره داخلهم وفرض احترامك على الجميع فمهارة التواصل فن لا يجيده الضعيف
والشخص الناجح هو من يتقن فن إخماد تلك النار ( نار الغيره ) دون أن تصيبه.
دمتم بخير .