تعاني العديد من البلاد من هاجس عوده المقاتلين الأجانب لعدة أسباب أهمها عدم تقبل الرأي العام وتخوفهم من تنفيذ بعض الهجمات الإرهابية في البلاد ومن ناحية أخري حول محاكمتهم داخل البلاد فهناك تخوف من إدماجهم داخل السجون علي الصعيد المحلي والدولي
فمن المعروف إن إدارات السجون لا يمكنها الفصل المطلق بين المعتقلين من القتلة ومدمني المخدرات وغيرهم وبين أصحاب الفكر المتطرف الإرهابي ومن هنا تسنح الفرصة لأصحاب الفكر الإرهابي المتطرف لاستقطاب هؤلاء السجناء الجنائيين مستغليين مهاراتهم الإجرامية والحالة النفسية الحاقنة علي المجتمع ويبدءون في تمهيد دخولهم واحد يلو الأخر في شبكاتهم الاجتماعية تدريجيا وبعد فتره قصيرة يصبحون بمثابة عائله واحده لهم محيط خاص لنشر وبث بعض الأفكار المبنية علي نقاط ضعف هؤلاء السجناء مؤكدين لهم إن هذا طريق الخلاص وما أفضل من القتل باسم الله والموت في سبيله تكفيرا عن جرائمهم السابقة وخلاصا لهم في الدنيا والآخرة وبمجرد خروجهم من السجن تنتقل تلك الأفكار التي اكتسبها السجين وسط عائلته المتطرفة في الداخل إلي حيز التطبيق والتنفيذ عبر ارض الواقع
وقال دكتور ثروت الخرباوي الخبير في شؤون التنظيمات الدينية والقيادي الإخواني المنشق ان تخوف البلاد من عودة رعاياها يرجع الي ان تلك الرعايا انخرطت في جماعات إرهابيه ذات فكر متطرف فان يعودوا حاملين نفس الفكر الارهابي المتطرف القائم علي تكفير الدولة وخاصتا ان هذا الفكر قائم علي تكوين جماعه فجزء من العقيدة لديهم انه لابد وينبغي العمل وسط جماعه فبالتالي سيعمل علي تجنيد أفراد حوله تتحول إلي كيانات وخلايا عنقودية سريعة الانتشار والتمدد داخل المجتمع يطلق عليها في علم الاجتماع اسم الذئاب المنفردة وهي بمثابة قنبلة موقوتة
واضاف الخرباوي ان عدم الفصل التام بين العناصر المتطرفه وبين السجناء الجنائيين في السجون سواء كانت دوليه او محليه يخرج افراد اكثر تطرفا واكثر شراسة كما حدث في مصر سنه 1965 في قضية خليل سيد قطب خرجت القضية كل الكيانات المتطرفه مثل شكري مصطفي وجماعات التكفير الاخري وبعضهم كان من المساجيين الجنائيين الذي لا علاقه لهم بالجماعات الارهابيه ولكنهم تبنوا الفكر من خلال احتكاكهم بالفكر المتطرف داخل السجون
وأكد الخرباوي في حوار خاص بسكاي نيوز العربية انه لابد من إيجاد برامج تدريبية شاملة من قبل مختصين ومدربين وممارسين يمكنهم تحديد الكفاءة النفسية والاجتماعية وتطويرها والرفع منها وتقديم المساعدات الدينية الوسطية لتصحيح المفاهيم الخاطئة والقيام بعمليه فلتره بعد التأهيل النفسي والديني قبل عودتهم إلي بلادهم لإعادة دمجهم في المجتمع مره أخري ومن ناحية اخري زيادة الوعي المجتمعي لتقبل من تم تاهيله حتي لا يعود علي ما كان عليه بطريقة اشرس اذا تم قبوله بالرفض والنبذ المجتمعي
وقال عمرو فاروق الباحث في شؤون الجماعات الارهابية ان قضية العائدون ازمة مستعصية في كل الدول سواء العربية او الاوروبية وهناك تجارب سابقة في التعامل مع هذه العناصر من جانب بعض الدول من ضمنها مصروالمغرب والسعودية وبعض الدول الاوروبية الذين كانو موجودين في تنظيم القاعدة وتاثروا بالجهاد الافغاني خاصة في نهاية الثمانينات والتسعينات وكانت محطة مهمه جدا في انتشار التيارات المسلحة و الحركات الاسلامية المتطرفة وبعض التجارب كانت لها نتيجة في الاحتواء والتاهيل النفسي وعملية ايجاد صياغة بيئية مختلفة وكان ذلك واضحا فيما حدث في التجربة المصرية من خلال مبادرة وقف العنف والدولة وافقت علي تلك المبادرة عندما وجدت لدي بعض قيادات هذه الكيانات المسلحة نوع من التراجع الفكري والدخول تحت مظلة الدولة ولكن مع الاسف بيظل الفكر قائم وتلك هي الاشكالية الكبري فاذا ما توفرت الظروف البيئية التي من خلالها بيبتم الكشف عن الوجه الحقيقي كما ظهر في تجربه حكم الاخوان في المنطقة العربية تحت مزاعم راية الجهاد وخلافها
واضاف فاروق في حوار خاص مع سكاي نيوز العربية انه حان الوقت لمجابهة الارهاب بغير الطرق التقليدية التي تعتمد علي المواجهة الامنيه والتفكيك التنظيمي فقط فلابد من اقتلاع جذور الفكرة بالمواجهة الفكرية والتفكيك الفكري لان البؤرة الفكرية هي التي اشد وطئا وتاثيرا لان التنظيمات تقوم وتنتهي ولكن الفكر يظل باقيا ومن ثم يتم انتاج واستنساخ تنظيمات اخري جديدة في بؤر جغرافية اخري علي مدار الوقت
واردف قائلا ان السجن يعتبر احدي القلاع الرئيسيه التي تنتج التطرف وينتشر فيها بسهوله لانها تعتبر بيئه خصبه للاحتكاك الفكري المباشر لنقل الفكر المتطرف وبالرغم من ان بعض السجون بتتخذ قرار عزل التنظيمات المتطرفه عن العناصر الجنائية ولكنهم ينجحون في الترويج لافكارهم داخل هذا الكيان لذلك لابد من المواجهه الفكرية والدينية بتوجيه حملات الارشاد الديني الوسطي المعتدل الذي يتمثل في الازهر الشريف لتصحيح بعض المفاهيم والافكار المتطرفة وانشاء مواقع متخصصة لمراقبة المحتوي المتطرف علي الانترنت والرد عليها
.