وأنا..
حين خدعتني قداسة الحبر..
فراحت تسَّاقط بردا وسلاما..
على ثرى تجاهل أحدهم..
في حين كان يُنتظر منها..
أن تقول أكثر من أنا هنا..
فأي تعبير هذا الذي قد يقول..
وهو قد رُسم حرفا معقوفا لا يصل به معنى؟!..
فيسقط حتما في فراغ ما بين الانتباه وعدم الاكتراث..
وأي أبجدية تلك التي تخط الشعور وهي تأكله قبل أن تحمله؟!..
ولم تكن يوما خوَّانة بطبعا،ولكنها مآلات الأمور حين تعجز المقدمات قهرا..
أي قلم ذلك الذي يؤتمن على الصراخ فيرسمه محض همهمات غضب خافته لا تسمعها آذان السامعين الغرباء؟!..
فما بالك يا سيدي بمن قصدته يسمع..
موجع..
أن تعيد البعض غرباء كما أتوا يوما..
فيرحبون عند أول بادرة..
دون أدنى محاولة لإظهار أي رغبة في البقاء..
كأنهم في دركات الجحيم كانوا يقيمون..
موجعٌ..
أن تنظر الرجوع..
فيخرج القدر لسانه ساخرا..
لن يرجع..
من أردته يرجع..
ولكن الأوجع أن يعيدك البعض غريبا..
دونما جريرة..
غير إخلاص تساقط من جذع هواك رطبا..
على فلاة لا تنبت وصلا..
ولا تثمر..
فيغدو كل عطاء لمثلها خطيئةً لا تغتفر..
وكل قربى تقام في أرضها..
كبيرة..
فاعتب..
إن شئت على الهوى الأصم..
وعلى جبال القهر في أعماقك..
على المواعيد التي خانت..
لا هُم..
على المواسم التي لم تأت..
ولن تأتي..
على الصمت الذي يجتاحك..
منذ أن أشارت أياديهم بالصمت..
فجعلته في معنى الصلاة..
على غرقك وأنت على يابسة الانتظار..
على الماء..
على جذوة نار في صدرك..
لم تكف..
على الدروب التي زرعتْ لافتاتها بهتانا..
(توقف عند المنتصف)..
على الاحتضار الذي يعانقك آلاف المرات..
على الصوامع التي أقمتها بين الضلوع..
ألف نذر للشتات..
على القشة الكافرة تلك..
التي لم تمنحك ألف وجه للنجاااااة..
اعتب..
إن شئت ألف قرن من الزمان..
على الحزن..
على القهر..
على الموت..
فالعتب في شرع العاشقين..
قد يصير شهادة..
يتغني بها الخائبون أمثالنا..
اعتب..
فما يبقى..
غير عتب مر يوما من هنا..
للفراغ..
ــــــــــــــــــــــــللمرارة..
للفواجع..
ـــــــــــــــــــــــللمواجع..
للضنى..
اعتب..
واكتب ما شئت من السخط..
صب جاااااام غضبك على اللا شيء..
لن تحظى بأكثر مما كتبت..
محض حروف جوفاء..
إلى أي شيء تساق؟!..
من اللا شيء أتت..
إلى اللا شيء..
كتبت..
وتعبت..
مت..
ونُسيتَ..
فهل كان يسمع من أحد؟!..
لا..
لالا..
لا تيأس..
ربما أنت فقط..
اعتب..
لمرة أخيرة..
فالعتب في شرعنا قد يغدو-كذبا-جواز عبور إلى الغد..
قد يغدو..
وثيقة هوية إلى النسيان تحملك..
إلى أجل مسمى تظنها؟!..
يا عزيزي..
إلى الأبد..
و…
سقط القلم..
ملالة..
قبل أن يقول..
لا شيء يجدي..
لا وجه يعيد الحياة مرة أخرى..
حتى ولو عن غير قصد..
فأي خطى رسمتك..
في أرض..
تكفر عطاياك..
قبل أن تهدي..
حدود وطن..
أو..
بلد..
عذرا لكل هذا الخبل..
بقلمي العابث..