-#قال..
وسلام على كل حقول الحياة في وجهك..
تلك التي تنبت من جدب أصابعي ألف قصيدة..
سلام على محياك..
وقد أنطق أبجديتي الخرساء وزرع عصافير النداء في دروب حنجرتي..
سلام على عزوف الحبر في سن اليراع قبلك..
وهو مذ مر ذكرك أول مرة..
تعلم كيف يصافح الأوراق ويطبعك قبلة شغف على خد السطور..
سلام على النقاط والفواصل، كم أسقطت قبلك أسماء كثيرة..
ثم اعتكفت في محرابك وقد أقسمت إلا أن تقيم حولك جدارا..
عسى ألَّا ترحلي كما جاءت ألقاب ورتب على سبيل العبور هزلا..
فهوت في مزابل النسيان..
و..
عليَّ ألف سلام..
وقد استسلمت طوعا لبيادر عينيك وهي تبتدرني بما لا أقوى عليه تباعا تباعا..
وقد مالت حصوني لرفع رايات البياض وفيها من العتاد والعدة ما فيها..
سلام على انهزامي لك..
لأفوز بكلك..
فما أجمل أن أسلم لك ممالكي دون مقاومة..
ثم آخذك أسيرة أبدية في زنزانة بلا جدران..
قوامها قلبي..
وحراسها أضلع نُصبت لأجلك مذ كنت مضغة..
حتى كسا البياض وجداني..
سلام على سراديب تجوبينها حرة بداخلي..
هذا نبضي..
تلك أوردتي..
وذاك شرياني..
وعلى صبح العاشقين ألف سلام..
آاااه..
يا فجرا أشرق نوره فتساقطت خطايا الروح قبلك..
وانغمست في مغتسل التوبة عما سواك..
لتعلنني للعالم ميلادا جديدا بلوح صدرك..
فلونيني بفرشاة قربك كما تشائين..
واكتبيني بسرك كما تشائين..
فأنا ابن لحظتك..
ابن دهشتك..
ابن عينيك..
إليهما أنتمي..
ابن دعاءاتك في دجى الشوق..
قد أنجبتني تنهيدة حرقة في صدرك..
أرضعتني نهد الوصال حين عانقت أناملي أناملك..
وهدهدتني أمنية دثرت ارتجافة لهفتك..
أنا ابن عنادك الصلب..
الذي كسره اللين أكثر مما حصدت سنابله الشدة..
أنا ابن قلبك..
نبتُّ للوجود لأكون لك..
أكونك أنت..
وتكوني الأنا المسافرة فيَّ مذ تنفست الهوى..
رغم جهلي بقواعد الحلول والانتقال..
إلا أني لقنتها بلحظة التقاء أعيني بعينيك فأخذتِني بلا عودة..
وزرعتٍك بداخلي حدائق ياسمين..
سلام على ذلك الخجل النائم في محبرتي وقد انطلقت عقدة لسانه فأضحى يقول حتى بالصمت..
سلام على فروع الحياة وشوارع الضجيج..
على ميادين الزحام وأرصفة الضوضاء في جنباتي وقد صارت تدمن وقع خطاك رغم كثرة العابرين..
سلام على الموت وقد أجل موعده قليلا،،
ريثما نلتقي في مجازات اللغة، في قصائد حبلى بك قبل أن تُكتب..
وقد أخذت منا الدنيا حظها دون أن نأخذ منها سهما..
سلام على تلك المواعيد التي تقلب دفاتر المسافات..
تختصر الأزمنة..
وتصالح الأمكنة..
لعلها تطوى قليلا..
فتصير مسافة ما بيننا ألف شوق، عشرين قرن تبتل وتلك الفراسخ الممتدة بلا نهايات من رجاءات ودعاء على قيد القبول..
سلام على مشاعرٍ، كم تقزمت كلما استطالت..
حينما اكتشفت لأول مرة طريق العبور إلى ديارك..
حين ادعت أنها نمت وترعرعت..
وما كانت قبلك إلا خيالات..
سلام..
على كلمات تكتب إليك دون توقف..
ولو ظلت تكتب لون الميلاد..
وقت الشهادة..
وطعم الممات..
إلى هنا، أشفق على تلك الشاشة الزرقاء مني..
وقد اكتفتْ من الطرق لهذه الليلة..
وصاح ديك الصبح دون أن تستريح من سكبي..
فطلبت الهدنة إلى سويعات قليلة، ريثما تعاود التقاط أنفاسها..
وتستريح قليلا..
وعلى كل الدنيا أنت..
فأنت سلامي لهذا العالم..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..