المتتبع لسير الحوادث ، منذ أن ابتعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، والذى شاءت إرادة الله ، أن تكون رسالته الرسالة الخاتمة ، وجاءت مكانته ومكانة أمته فى قمة التجربة الإنسانية للأنبياء مع أقوامهم . ولعل أبرزها كان مع قصة بنى إسرائيل حيث يرى أن المساحة التعبيرية الكبيرة ، التى احتلها الكلام ، فى القرآن الكريم ، عن تاريخ يهود ، تفوق كل مساحة ، عرض القرآن الكريم لجرائمهم مع تاريخ النبوة الطويل . وبين صفاتهم وأخلاقياتهم ، من مراوغة ونكث للعهود وصناعة للمنافقين الذين عاشوا فى جسم المجتمع المسلم ، وفتكوا به فى فترات الضعف . انهم يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان للمخادعة ، ولا زالت مذاهب الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر صنائع يهود تعمل عملها فى المجتمع الإسلامى ، بكل أحقادها التاريخية ، على الإسلام والمسلمين . لقد نبه القرآن الكريم الأمة إلى اليهود ، وصنائعهم من المنافقين لأنهم يشكلون الخطر الحقيقى على هذه الأمة . لتكون على بينة من أعدائها ، وتكون دائمة الحذر غير غافلة عن الذين يتربصون بها الدوائر . ولقد كان اليهود ، فى مواجهة تاريخية دائمة مع المسلمين ، وكان الإحسان إليهم وحسن الظن بهم لا يزيدهم إلا تآمراً وكيداً ، ولم يختلف الأحفاد فى ذلك عن الأجداد ، فكأن الغدر والمكر والخيانة والكيد أصبح جبلة بالنسبة لهم ، وأصبح يشكل المناخ الثقافى الذى ينشأ عليه الأحفاد فى كل جيل ، لذلك كان بيان القرآن الكريم فى ذلك ينتظم كل جيل وكان الحذر منهم مطلوباً أيضاً من كل جيل ، والقرآن الكريم مجرد عن حدود الزمان والمكان ، وإلا لما كان لذكر صفاتهم وقصتهم التى أكدت ذلك فى القرآن الكريم ومن أكثر من وجه قيمة وفائدة . ولقد أدرك اليهود ، ولا يعوزهم الإدراك لهذه القضية ، أن المسلمين هم الخصم الحقيقى بالنسبة لهم ، خاصة بعد أن تسللوا إلى كل الأديان والمذاهب الفكرية والأحزاب السياسية فأفسدوها ووظفوها لتكون فى خدمتهم وعجزوا عن ذلك بالنسبة للقرآن الكريم الذى تكفل الله تعالى بحفظه . واليهود هم الرواد الأوائل للشيوعية التى يعانى الإنسان من ويلاتها وهم أول من تنكر لها وأعلن انتماءه الدينى وطلب الهجرة من بلادها إلى أرض الميعاد .
( للمقال بقية ان شاء الله )