كتب – عادل ابراهيم
قال أبوبكر الديب الباحث في الشأن الإقتصادي، ورئيس منتدي تطوير الفكر العربي للدراسات: إن تبرع او توفير قمة السبع الصناعية المنعقدة حاليا ببريطانيا بمليار جرعة لقاح للدول الأفقر مجرد “قطرة في محيط” فالعالم يحتاج إلي 11 مليار جرعة.
وأضاف الديب، في لقاء ببرنامج المشهد علي قناة النيل للأخبار بصحبة المذيع أشرف أبوب الفضل، أن هذه القمة متفردة في أنها أول لقاء مباشر لقادة المجموعة منذ سنتين بعد انتشار جائحة كورونا، كما أنها القمة الأولي التي يحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول رحلة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، وهي القمة الأخيرة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وهي الأولي لبريطانيا بعد انفصالها عن الإتحاد الأوروبي، قائلا إن بايدن يحاول إقناع الحلفاء القدامي بالانضمام إلى واشنطن في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين بشأن أفعالها في شينغيانغ وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي من بين مناطق أخرى.
وأضاف الديب أن بايدن وبعد نحو خمسة أشهر على وصوله إلى البيت الأبيض، يبدأ رحلته إلى أوروبا التي تستغرق 8 أيام، كانت بريطانيا محطتها الأولى، وسويسرا (جنيف) محطتها الأخيرة حيث سيختم زيارته بقمة يعقدها مع نظيره الروسي بوتين وتعهد بدعم الحلفاء الأوروبيين قبيل قمته مع بوتين.
وأوضح أن القمة اشهد إطلاق بديل أخضر دفعه بايدن في البداية لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية، بهدف دعم التنمية المستدامة في البلدان النامية.
وقال الديب إن مجموعة السبع تضم أقوى الدول الصناعية وهي تنسق فيما بينها للحفاظ على مصالحها وهيمنتها الإقتصادية العالمية، وتضم المجموعة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا.
وتسعى دول مجموعة السبع في هذا الإجتماع إلى إيجاد توافق على توسيع إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد 19 لتأمين مليار جرعة على الأقلّ للعالم من خلال وضع خطط للتمويل والمشاركة، وفق ما أعلنت عنه بريطانيا المضيفة للقمّة والتي توقعت توفير مليار جرعة من لقاح كوفيد-19 للدول الأكثر فقرا بهدف تطعيم العالم بأسره بحلول نهاية العام المقبل.
وأشار الي أن “تصحيح المسار الأمريكي هو أبرز ما ينتظره الحلفاء الأوروبيون من هذه القمة فهم في حالة خيبة أمل من الإدارة الأمريكية السابقة والأسباب في ذلك متعددة ولعل أبرزها ملف الرسوم الجمركية والانسحاب من المعاهدات الدولية، وتستفيد الدول الصناعية السبع الكبرى (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان وألمانيا والولايات المتحدة) من عودة الاهتمام الأميركي بالمسألة منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وتريد التوصل إلى إصلاح عالمي للضريبة على الشركات انطلاقًا من روحية الأعمال المنجزة في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
وأضاف رئيس منتدي تطوير الفكر العربي للدراسات أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي تركز على روسيا والصين وزيادة مساهمة دول الحلف في تكاليف الدفاع المشترك وهي القضية التي لا ينتظر أن تشهد تحولاً في الموقف الأمريكي.
وذكر الديب أنه بالنسبة الي الاجتماع المنتظر لبايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المزمع عقده في 16 من الشهر الجاري في جنيف، فهو يعد تتويجا للرحلة، لا سيما في ظل وجود قضايا ساخنة وشديدة التعقيد بين الجانبين، على رأسها ملفأوكرانيا وبيلاروسيا ومصير المعارض المسجون أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية.
وقال الديب: إن جائحة كورونا ستكون في صلب المباحثات الأمريكية مع زعماء القارة العجوز فالبيت الأبيض يواجه انتقادات شديدة بسبب تأخره في تقاسم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 مع بقية دول العالم، ولهذا سيحاول قيادة هذا الملف.
وأوضح الديب أن الدول الغنية تسعي جاهدة منذ سنوات للاتفاق على طريقة لتحصيل مزيد من الضرائب من الشركات الضخمة متعددة الجنسيات مثل جوجل وأمازون وفيسبوك..
ويستهدف الإصلاح شركات التكنولوجيا الكبرى التي تدفع ضرائب زهيدة رغم الأرباح الكبيرة التي تحققها وتصل قيمتها إلى عشرات مليارات وحتى مئات مليارات الدولارات، عبر إنشاء مقراتها في دول حيث معدّل الضريبة على الشركات منخفض أو حتى منعدم خيث تقترب مجموعة السبع تقترب من فرض ضريبة على عمالقة التكنولوجيا.
وطالب الديب بأن يكون جزء من هذه الضرائب لشعوب الشرق الأوسط وافريقيا التي تتربح منها هذه الشركات بالمليارات مطالبا المشرعين العرب والأفارقة ببحث الأمر.
وذكر الديب أن مجموعة السبع، هي منظمة سياسية دولية تتكون من أكبر سبعة اقتصادات في العالم؛ تأسست عام 1973 واجتمع قادتها لأول مرة في عام 1975، وهي تقليد دوري للقوى العالمية الكبرى لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحا.
وقال الديب إن محاولة فرملة أمريكا وأوروبا لفرملة التوسع الصيني أمر مستحيل فاستثمارات الصين في كل مكان ونفوذها يتمدد يوما بعد يوم.