علي الكل ان يدرك ان مشكلة سد النهضة وتهديد أمن مصر المائي ليست وليدة هذه الحقبة الاخيرة من الزمن ولكن هذه المشكلة منذ عقود طويلة حيث كانت هناك بعض الدول تحاول ان تضغط علي مصر لتحقيق بعض المصالح السياسية او الاقتصادية ومنهم من كان يهدف للاستفادة من مياه النيل للشح المائي عندهم وغيرها من المصالح المستترة والمعلنة وذلك بدس السم في العسل من خلال مد جسور التعاون مع إثيوبيا وتمويل المشروعات بها والإيحاء لها انها من حقها استغلال مياه النيل كماء تشاء باعتبارها دولة المنبع والضرب بكل القوانين والاتفاقات الدولية التي تم إبرامها بين دول مجري نهر النيل عرض الحائط
وقد تجرأ الجانب الإثيوبي وشرع في بناء سد النهضة بداية من عام 2011 حيث استغل الفوضى بعد احداث 25 يناير و بمعاونة بعض الأطراف المتآمرة وتمويلهم وقام بإنشاء هذا السد تحت زعم استثماره مياهه في عمليات التنمية وإنتاج الكهرباء دون أدنى اعتبار للدول التي سوف تتضرر منه او ملئه بالمياه في فترة وجيزة وليس علي فترات متباعدة وهي دولتي السودان ومصر
وعلى الكل ان يدرك ان مصر في هذه المعضلة لا تواجه دولة إثيوبيا وحدها ولكن هناك بعض الأطراف تقف ورائها في الخفاء وتدعمها ليس بهدف أنها صاحبة حق ولكن حقدا وكرها من الانجازات التي حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة و عودتها الي مكانتها الطبيعية قائدة ورائدة في المنطقة العربية والافريقية ودورها المحوري علي الساحة العالمية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي قام بتوفيق من الله وبمساندة الشعب المصري بإفشال مشروع دولي لتقسيم مصر وتغيير هويتها وتفتيت دول منطقة الشرق الاوسط الي دويلات ضعيفة للسيطرة عليها وذلك بالاتفاق مع جماعة تجار الدين
وحتى الان نجحت القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية في اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات الشرعية التي تضمن حقوق مصر في مياه النيل وعرض كل المخاطر التي سوف تتعرض لها في حالة تعنت وصلف الجانب الإثيوبي في المفاوضات واستمراره في عدم احترام الاتفاقات الدولية وذلك سواء في المحافل الدولية او في جلسات مجلس الأمن المنعقد حاليا لبحث هذه المشكلة وبغض النظر عن ما يقرره المجلس فإن الشعب المصري يقف قلبا وقالبا ورجلا واحد خلف قيادته الحكيمة وما تتخذه من قرارات مهما كانت ….وتثق فيه تمام الثقة وقدرته علي الحفاظ علي مياه مصر دون انتقاص مهما كانت الضغوط او المؤامرات.