مقلة هي الأعمال التي تستهدف الأطفال في أدبنا العربي، وحين يصدر عمل يجب الاحتفاء به، خاصة إذا ما كان العمل يربط بين القيم والسلوك وواقع الحياة المعايش، بصورة سلسة وهادفة، وهو ما فعلته الكاتبة منى شاكر في حكايات مهضومة الصادر عن مؤسسة الخان للتنمية الثقافية، المجموعة هي العمل الأول للكاتبة رغم ذلك تجد فيه خبرة اللغة وبساطة التعبير حيث تقدم الكاتبة من خلال الكتاب عشر حكايات تربطهم بعالم الطعام الذي يراه الطفل كل يوم وتسكن دخل كل وجبة من هذه الأطعمة أو الفواكه حكاية ترويها الكاتبة لهم.
تنطلق منى من تكوين صور ذهنية إيجابية للطفل حين يرى نوع الطعام المحكي عنه وبالتالي لا ينسى الطفل القيم والسلوك الإيجابي المصاحب له، وهي تحاول من خلال بعض التشبيهات أن تصل لغايتها وأن تقف عند حدود عقل الطفل، فمثلا الأناناس رغم صالبته من الخارج إلا أنه حلو وطري من الداخل، هكذا الطفل يجب أن يكون، ورغم عدم اهتمامنا بالشجر إلا أنه ما زال يحمينا من شعاع الشمس أو رياح الشتاء.
تكتب منى لسن الثامنة وما فوق وتحكي عن تجاربهم هم من خلال شخصيات في مثل أعمارهم، تصنع الحوار بين الابن وأمه أو جدته أو أبيه حتى ندرك من خلاله مقصد آخر مهم وهو كثرة الحوار مع الأبناء وكثرة طرح السؤال والبحث عن الإجابة أمر صحي نحتاجه جميعًا.
تقول في إحدى مقاطع الكتاب:
” ولأنَّ “زيتُها يُضئُ و لوْ لمْ تمْسسْهُ نارٌ”؛ كوني وضَّاءةً بلا اشْتعالٍ أينما ذهبْتِ.
ليكُنْ لحضورِكِ بصمةٌ في النفوس، و لكلامِكِ أثرٌ في العقولِ، و لطلتكِ ذاكرةٌ لا تُنْسَى.
ليكنْ لكِ أثرٌ كما أثَّرتْ تلكَ النقطةُ الصغيرةُ في يدي؛ فرَغم صِغَرِ حجْمِها إِلا إنها لا تزالُ تُرطِّبُ راحتِي بوجودِها فيه.
و الآنَ يا قرةَ عينِي، هلْ أنتِ مستعدةٌ ليومِك المهمِّ؟
ابتسمت الصغيرة، و قالت: نعم يا أمي لقد فهمت نصائحك الجميلة، و لكن سيكون عليكِ أن ترافقيني إلى المدرسة؛ لأنه بسبب نقطة الزيت تلك؛ مرت الحافلة، و لم أرد أن أقاطعك لاستمتاعي بحديثك .
ابتسمتِ الأمُّ و قالتْ: إذنْ.. هيَّا بنا يا زيْتُونَتي الشقيةَ.”