بلا شك أن الأولاد هم فلذة أكباد والديهم وهم هبة من الله، حيث يقول الله تعالى في سورة الشورى (لله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) ولذا يتألم أشد الألم الوالدان عند مرض أحد أولادهم، ويعانون من القلق وقلة النوم بحيث ينسون أنفسهم وهم يتفانون في خدمة مريضهم وتأمين الراحة له، ويتعرضون لضغط نفسي وجسدي كبير، خاصة عندما يكون المرض من الأمراض النادرة والتي تتطلب مبالغ مالية كبيرة فوق طاقتهم.
ومن الأمراض الصعبة التي تعاني منها الأسر وتسبب في فقدان أطفالهم هو مرض الضمور العضلي، ويحمل أعباءً نفسية ومالية وانفعالية وبدنية كبيرة جدًا على كاهل الآباء، نظرا لأن تكلفة علاج الطفل الواحد تبلغ 3 ملايين دولار والذي يعد من أغلى أنواع العلاج في العالم، ولا تستطيع أن تتحمله أي أسرة، ولذا كان القرار الإنسانى الذي أعاد الأمل لقلوب الأطفال وأسرهم، وهو مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تتحمل الدولة تكاليف علاج مرض ضمور العضلات للأطفال، والاتفاق مع شركات عالمية متخصصة لعلاج هذا المرض، وتخصيص 24 عيادة على مستوى الجمهورية لاستقبال الأطفال المرضى، وخط ساخن رقم 106 لتلقي استفسارات المواطنين، وإنشاء مراكز تحاليل جينية للكشف المبكر بما يساعد في تطوير منظومة التشخيص وعلاج هذا المرض النادر.
وهذه المبادرة تعتبر من أقوي المبادرات الصحية التي أطلقها الرئيس، فشكرا له، لأنها سوف تنقذ أطفال مرضى ضمور العضلات من الموت المحتوم الذي كان ينتظرهم في حالة عدم علاجهم والأخذ بيدهم الي نعيم الصحة الذي هو تاج علي رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى وأيضا هذه المبادرة أثلجت قلوب آبائهم وأمهاتهم الذين لا أحد يسمع صراخهم ولا يشعر بأنينهم ولا يحس بأوجاعهم إلا من ذاق طعم المرض المزمن ……عافانا الله وعاف الناس جميعا من شر هذا المرض ومن كل الأمراض.