قبل كتابة تلك السطور تحجرت الدموع في عيني وجفت الاحبار في قلمي اين البداية واين النهاية أنني في هذا المقال انقل احساس بالمرارة داخل النفس البشرية احساس بقتل المشاعر والأحاسيس والشعور بالموت وانت حي حينما تموت مشاعرك وتتليف أحاسيسك وجهازك العصبي وتلتف سيقانك حول بعضها البعض وكأنه يوم الحشر…
كنت في عملي في أحد المصحات النفسية لعلاج الإدمان وفجأة حضرت أسرة احدي المحجوزين الجدد وحضرت كل أفراد أسرته وهو شاب من أسرة مرموقة ولها شأن عظيم لكن الشيطان كان اقوي وسبق الأصل الطيب وافترس الشاب عن طريق الإدمان والإدمان احدي طرق الشيطان بل الأسرع للوصول الي جهنم وانت حي علي قيد الحياة…
لم اتكلم عن المرض ولا عن طريق الخطة العلاجية لكنني في هذا المقال سوف أتناول أصعب شئ هو احساس النفس البشرية حين الانكسار نظرت الي ام المريض واعترف بأنني قد فزعت بل رجعت خطوات بل أميال وكاني هبطت الي سابع ارض وتتخبطني الرياح حينما لمحت في عين ام المريض التي اقسم بالله وليس بعد الله قسم انتي فزعت منها حينما رأيتها عيون فيها نظرات حزن وانكسار تقسم الجيل الي نصفين حتي هربت من المكان ليس خوفا بل شفقة عليها …
فكم من ابنة في مقتبل العمر انكسرت وهي في عمر الزهور وذلك لكسرة نفسها حينما كانت لا تستطيع النظر الناس بعد افتضاح أمر أبوها ووصمت بفعل لم تفعله بان والدها من تفتخر به أصبح مدمن وكم من امرأة عيرت بان اخوها مدمن وهو سندها في الحياة بعد موت والدها وكم من امرأة وصمت بالعار لان زوجها ابو أولادها أصبح مدمن آلاف القصص الدموية والغريب أن الجميع يجتمع حول قول واحد أن المدمن قبل سقوطه في براثن الشيطان كان نعم الإنسان الصادق الحنون … لكن ماذا حدث ؟؟؟ من الجاني … ؟؟؟؟ من المجتي عليه …؟؟؟ والإجابة
اننا كلنا مجرمون في حق أنفسنا وفي حق أولادنا ونحن من سلمناهم الي الشيطان بكامل قوانا العقلية بل نحن من فتحنا للشيطان ألف باب بل نحن من سمحنا له بالجلوس بيننا وأن يقاسمنا في حياتنا .. حينما بعدنا عن الله …
المدمن منهار فاقد الأهلية وهو يريد العودة ويبحث عن الخلاص وهل اذا عاد هل سوف يتقبله اهله والمجتمع تلك هي المعضلة والسؤال الأخير قبل أن اختتم المقالة كيف لنا أن ننجح في كلمة الله محبة وأن أحبوا أعدائكم ونحن فشلنا في كلمة أن نحب بعضنا البعض… وهل نحن مؤهلين العودة لمن سقطوا في حبال الشيطان وما هي طرق التأهيل… هذا ما سوف أتناوله في سلسلة المقالات القادمة