أما بعد..
فكلهم يرحلون..
رغم وعودهم اللا متناهية بالبقاء..
فكن على قناعة يا صغيري أنك..
محض معبر..
يمرون عليه لأرض الكلأ والنماء..
ماذا لديك يغريهم؟!..
فيبقون..
لا شيء..
فكن على يقين..
أنك مجرد ممر ضيق..
يقطعه العابرون..
فلا حلما يبقى ولا وفاء..
واهم أنت..
كلهم يُقسمون..
كلهم يعاهدون..
ويتعهدون..
وكلهم يخلفون الوعود..
وما زلت تريد أن تختبر؟ا..
فدع موسم الشتاء يقترب إذن..
ارتقبهم واصطبر..
سيتعللون ألف مرة..
من لسعة البرد..
من سطوة المد..
ومن قسوة المطر..
حالم أنت..
إيه؟!..
لا عيب في الحلم..
ولا حلم في وطن..
ينفي ساكنيه..
ويؤله الحجر..
ولكن العيب يا عزيزي..
في زمجرة الرعود..
في غضبة الموج..
في خيالك الظاميء..
وفي حفيف الشجر..
وما زلت تحلم..
تأمل كثيرا..
وتتكلم..
غرُّ أنت..
مغبون في سلعة العشق..
ملعون إن كنت تتألم..
فالحب يا سيد الخيبات..
لعنة كبرى..
والشوق في عرف الرحالة كفر..
لم تحط به خبرا..
وأنت لست موسى..
كي تركب البحر..
أو تسأل الخضرا..
فاقنع بما كان..
واسكن إذا شئت خارج الأكوان..
لا الزمن أضحى زمانك..
ولا المسافات لك..
فأخبرني إذن..
كيف تلملم بعثرة الروح؟!..
وتعود..
والطرقات مقطوعة..
والباب موصود..
من تنادي؟!..
وليسوا ملائكة..
يا قتيل نفسك..
بالله قل لي..
من غرر بك؟!..
من ذا الذي أغراك؟!..
من طرحك في متاهات البين؟!..
حتى أرداك..
ثم جئت..
بلا وزر..
تطلب الغفران..
ممن كان في أصله..
بشر(ا)..
(.)..
انتهى..
مجرد ترهات..
بقلمي العابث..