قال : ارجوك , اذا ما جاء الربيع في غيابي فقل له بأنني انتظرته طويلا ولم يأتي , اعده اليّ سيدي أرجوك .
الموظف : أكاد أنهض واجدعه . لماذا تصر عليه هو بالذات كل هذا الاصرار؟
المواطن : أريد أن أتنفس يا سيدي .
الموظف : الشعب العربي كله لا يتنفس ,فلماذا تريد انت هذا الامتياز ؟
المواطن : وماذا أفعل الآن ؟
الموظف : انصرف ولا تراجعني بهذا الموضوع أو سواه أبداً .
المواطن : والى أين أذهب وأنا مجرد هيكل عظمي كما ترى ؟
الموظف : الى إحدى المستشفيات , حيث سيعلقونك في قاعة التشريح , وضمن اطار طبعا .. كي يستفيد منك الطلبة في دروسهم التطبيقية .
المواطن : شكرا على هذه النهاية .
الموظف : لا شكر على واجب .
المواطن : سؤال آخر يا سيدي : هل يمكن ان تعيد إليّ ملامحي القديمة ذات يوم ؟
الموظف : في هذه المنطقة لا شيء يذهب ويعود سوى الأمريكان . هل تسمح لي بسيجارة ؟
المواطن : عفوا سيدي , بيدك واحدة , وامامك اثنتان .
الموظف : لقد نسيت . ونسيت أن أسالك يا هذا . كيف تكلمني وأنت دون حنجرة , وتتنفس دون أنف , وترى دون عينين ؟
المواطن : من الشائع يا سيدي ان الديك المذبوح لتوه يمشي بضع خطوات بشكل طبيعي قبل ان يلوي عنقه بين جناحيه وينطرح ارضا . وأنا لا أتكلم باسمي كانسان او كديك ,بل اهذي كدجاجة على هيئة أمة , تمشي خطواتها الأخيرة قبل ان تلوي ماضيها وحاضرها ومستقبلها بين سياطها ومكروفوناتها وتنطرح ارضا بين قدمي الشرق والغرب .