يجب ألا يمر مرور الكرام الحادث البشع الذي هز وأوجع مشاعر كافة المصريين وكل من شاهده من الوطن العربي، وهو قيام شخص بنحر آخر بالطريق العام في عز الظهر بمحافظة الإسماعيلية بدم بارد والتمثيل بجثته، وأصاب اثنين من المارة؛ وذلك على مرأى ومسمع جمع غفير من المواطنين الذين قام نفر محدود منهم بمحاولة التصدي للقاتل ومطاردته وانشغل أغلبهم بتصوير الجريمة بالموبايلات حتى جاءت قوات الشرطة بعد دقائق من الحادث وألقت القبض عليه.
وهذه الجرائم الغريبة والشاذة كانت غريبة على مجتمعنا حتى وقت قريب والتي من أسبابها الرئيسية انتشار أفلام العنف والبلطجة والتي يظهر فيها أبطالها حاملين السنج والمطاوي والسيوف وكل أنواع السلاح الأبيض؛ وذلك خلال المعارك أو حاملينها بالأفراح والرقص بها؛ وذلك بالأفلام والدراما، وهذا ما أدى إلى انتشار هذه الأسلحة في أيدي الشباب؛ وخاصة في الأحياء الشعبية وعامة في الطبقة تحت الوسطى وغير المتعلمة، ومن نوعية هذه الأفلام التي أفسدت أخلاق الشباب فيلم الألماني، وعبده موتة، وإبراهيم الأبيض، ومن المسلسلات الأسطورة، وملوك الجدعنة، وغيرها من ذات النوعية المدمرة للأخلاق والهادمة للقيم وضد ثقافة المجتمع المصري، ولا ننسى غياب دور الأسرة التربوي وهو مهم جدًا ومؤثر في تربية النشء من البداية، وانتشار المخدرات بكافة أنواعها.
ولذا يجب وفورًا قبل أن تنهار كل القيم بالمجتمع – وخاصة في الجيل الحالي والذي مازال منهم بخير والأجيال القادمة – لابد من قيام المسئولين عن الإعلام بمحو وإزالة كل الأفلام والدراما التي بها العنف والبلطجة من كافة الفضائيات على النايل سات، وعدم بثها نهائيًا، ويمكن الاتفاق مع المختصين بالدول العربية في ذلك، وقيام مجلس النواب بإصدار تشريع يجرم حمل المواطنين السلاح الأبيض بكافة أنواعه، مع تغليظ العقوبة لمن يتم ضبطه معه إلا فيما عدا من كان ذلك جزءًا من عمله مثل الجزارين وما شابه، وأيضًا إصدار تشريع بتغليظ عقوبات تعاطي المخدرات وحملها ولو قطعة صغيرة، وقيام المؤسسات المختصة الدينية والاجتماعية والتعليمية وأجهزة الإعلام بعقد ندوات تحث على الفضيلة والقيم الرفيعة والالتزام بتعاليم الأديان السمحة وبيان حرمة وجرم وعقوبة من يخالفها.
mahmoud.diab@egyptpress.org